نشر الجيش الإسرائيلي تحقيقه حول أحداث 7 أكتوبر في منطقة نير عوز، مسلطًا الضوء على الإخفاقات الأمنية والعسكرية التي رافقت الهجوم.
ووفقًا للتحقيق، فإن كيبوتس نير عوز شهد هجومًا نفذته قوة ضخمة من المسلحين، حيث كان هناك ما بين 400 إلى 500 عنصر مسلح من حماس مقابل 385 من السكان المدنيين، دون أي وجود للجيش الإسرائيلي في المنطقة. وأشار التقرير إلى أن الكيبوتس، الذي يبعد نحو 3 كيلومترات فقط عن الحدود مع غزة، لم يكن يفصله أي موقع عسكري إسرائيلي، مما عُدّ “فشلًا هيكليًا في قيادة المنطقة الجنوبية على مدار السنوات”.
وكشف التحقيق أن آخر مسلح غادر نير عوز في الساعة 12:30 ظهرًا، إلا أن أول قوة أمنية لم تصل إلا بعد 40 دقيقة، ولم تكن من الجيش الإسرائيلي، بل من وحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود، والتي استجابت لمكالمة من مركز الشرطة، بينما ظل السكان يواجهون الرعب والتعذيب دون تدخل عسكري.
ووفقًا للتقرير، فقد قُتل 47 مدنيًا في نير عوز خلال الهجوم، من بينهم ستة كانوا في حفل موسيقي قريب. كما تم اختطاف 76 شخصًا إلى خان يونس، منهم 67 كانوا أحياء، لكن 13 منهم قتلوا في الأسر. حتى الآن، عاد 49 من المختطفين إلى إسرائيل، بينما لا يزال هناك خمسة أحياء وتسعة قتلى محتجزين في غزة.
وأشار التحقيق إلى فشل استخباراتي خطير، حيث كشفت مراجعة سلاح الجو أن دقة المعلومات حول مواقع منصات إطلاق الصواريخ في غزة في بداية الحرب كانت أقل من 1%. كما أوضح التقرير أن الجنود في المنطقة لم يكونوا مدربين على مواجهة سيناريو مشابه، بينما واجهت القوات التي أُرسلت إلى نير عوز عقبات كبيرة وتأخرت في الوصول.
ووصف التقرير ما حدث في نير عوز بأنه “الفشل داخل فشل 7 أكتوبر”، وهو ما دفع رئيس الأركان المنتهية ولايته، هرتسي هليفي، إلى الاعتراف أمام الناجين بطبيعة الإخفاقات، وطلب العفو منهم، مؤكدًا أن الدولة لم توفر لهم حتى الآن الدعم الكافي لمساعدتهم على التعافي من المأساة.
وأكد التحقيق أن الفشل في نير عوز كان “استثنائيًا ومؤلمًا”، حيث أدى مزيج من العدد الكبير للمهاجمين، والوضع الميداني الصعب، والتأخر في إرسال القوات، إلى وقوع أكبر كارثة للجيش الإسرائيلي في غلاف غزة خلال ذلك اليوم.