روستيسلاف بانيف (51 عامًا)، مواطن إسرائيلي من مدينة نيشر في الشمال، تم اعتقاله قبل بضعة أسابيع في إطار إجراءات تسليمه إلى الولايات المتحدة، للاشتباه في كونه جزءًا من مجموعة قراصنة دولية نفذت هجمات إلكترونية ضد شركات ومنظمات بهدف ابتزاز الأموال.
طلبت حكومة الولايات المتحدة تسليمه بناءً على لائحة اتهام قُدمت ضده في أغسطس الماضي في المحكمة الفيدرالية في نيوجيرسي. يُشتبه في بانيف بارتكاب جرائم تشمل التآمر لاختراق أجهزة الحاسوب، الاحتيال الإلكتروني، والابتزاز.
حاليًا، تطلب النيابة العامة الإسرائيلية، من خلال القسم الدولي، إعلان بانيف كـ”قابل للتسليم”.
تفاصيل لائحة الاتهام:
وفقًا للائحة الاتهام المقدمة في الولايات المتحدة، يُعتقد أن بانيف ينتمي إلى مجموعة LockBit، إحدى أبرز مجموعات القراصنة في العالم في مجال الهجمات الإلكترونية. طورت المجموعة وباعت برمجيات “الفدية” لقراصنة آخرين حول العالم.
هذه البرمجيات الخبيثة تمنع الوصول إلى الحاسوب المصاب وتجعل البيانات تحت سيطرة المهاجم. بعد الهجوم، يُطلب من الضحية دفع فدية لاستعادة الوصول إلى بياناته.
وفقًا للاتهامات الأمريكية:
- استُخدمت البرمجيات التي طورتها المجموعة لمهاجمة حوالي 2,500 ضحية من شركات ومنظمات، حيث طُلب من الضحايا دفع فدية لتحرير أجهزتهم أو بياناتهم الحساسة.
- في حالات رفض الدفع، كانت البيانات المسروقة تُنشر على خادم خاص بالمجموعة.
- تم تنفيذ 1,800 هجوم ضد ضحايا أمريكيين، حيث يُعتقد أن المجموعة تمكنت من ابتزاز حوالي 500 مليون دولار، مع التسبب في أضرار أكبر بكثير.
دور بانيف:
- بين عامي 2019 و2024، عمل بانيف كمطور برمجيات لدى مجموعة LockBit.
- لم يُتهم بتنفيذ الاختراقات بنفسه، بل ساعد في تطوير البرمجيات التي استُخدمت لاحقًا من قبل القراصنة الآخرين.
- يُقال إنه طور أدوات متقدمة، من بينها أداة لطباعة رسائل الفدية من أي طابعة متصلة بالجهاز المصاب.
الأدلة المزعومة:
- تشير الأدلة إلى أن بانيف تلقى حوالي 230 ألف دولار في حسابه في بورصة عملات مشفرة.
- أثناء تفتيش أجهزته، تم العثور على نسخ من رسائل الفدية، وكود مصدر لبرمجيات الفدية بعدة إصدارات، بالإضافة إلى مراسلات على الشبكة المظلمة.
تطورات القضية:
- بدأت السلطات الأمريكية تحقيقاتها مع LockBit منذ مارس 2020.
- في فبراير الماضي، وبالتعاون مع بريطانيا، تمكنت السلطات من السيطرة على خوادم المجموعة والحصول على معلومات مهمة.
- في مايو، تم تقديم 6 لوائح اتهام في الولايات المتحدة ضد أعضاء في المجموعة.
- اعترف اثنان من المتهمين بجرائمهم، وهم بانتظار الحكم بالسجن لفترات تتراوح بين 15 و20 عامًا.
- الأعضاء الآخرون ما زالوا هاربين.
الوضع القانوني:
- وُلد بانيف في أوكرانيا (الاتحاد السوفيتي سابقًا) وهاجر إلى إسرائيل عام 2008.
- بعد تلقي طلب رسمي لتسليمه من الولايات المتحدة، وقّع وزير العدل الإسرائيلي الأمر المناسب، وتم تقديم التماس إلى المحكمة المركزية في القدس لإعلانه كـ”قابل للتسليم”.
تطلب النيابة العامة الإسرائيلية أيضًا احتجاز بانيف حتى انتهاء الإجراءات، مشيرة إلى أن الجرائم المنسوبة إليه يمكن تنفيذها من أي مكان باستخدام جهاز حاسوب، ما يجعل من المستحيل توفير بديل للاعتقال.
كما تشير النيابة إلى أن بانيف يحمل الجنسية الروسية، وقد عاش بالتناوب بين روسيا وإسرائيل. وإذا فرّ إلى روسيا، فقد يتمتع بالحماية هناك، حيث أن روسيا لا تسلم مواطنيها.
رد الدفاع:
محاميا بانيف، شَرون نَهَري وتَبور لانغ، المتخصصان في قضايا الجرائم الاقتصادية وتسليم المطلوبين دوليًا، نفيا التهم الموجهة إلى موكلهما، وأكدا:
“موكلنا عمل كمطور برمجيات مستقل. دوره اقتصر على تطوير جزء من البرمجيات فقط، ولم يطور أي شيء خصيصًا لمجموعة القراصنة التي يحاولون ربطه بها. موكلنا لم يكن على علم بالجرائم الأساسية، بما في ذلك التآمر لارتكاب الجرائم، الاحتيال، الابتزاز، جرائم الحاسوب أو غسيل الأموال.”