يُشتبه في أن ديفيد كاملو (36 عامًا) من أور يهودا كان يدير مجموعة على تطبيق تيليجرام نشر فيها مقاطع فيديو لنساء وقاصرات إسرائيليات، تم تصويرها دون علمهن أثناء ممارسة الجنس، وبالتالي تحويلهن إلى “نجمات أفلام إباحية” على الرغم من رفضهن ذلك.
يُشتبه بأن كميلو باع بهذه الطريقة مئات المقاطع الحميمية مقابل المال بين السنوات 2022 و2025، وجنى من هذا “العمل” دخلًا وصل إلى مليون شيكل.
إلى جانب كميلو، تم اعتقال أربعة أشخاص آخرين خلال الأسبوعين الماضيين بشبهة مساعدته، من بينهم موظف في مصلحة السجون، أوري سעדون (23 عامًا) من أشكلون، وهو سجّان يخدم في سجن إيلا.
تُدار التحقيقات من قبل وحدة الاحتيال في شرطة لواء الجنوب، وتنسب للمشتبهين تهم التحرش الجنسي، ونشر مواد فاحشة، وخرق قانون الفيديوهات، والتآمر لارتكاب جريمة، وانتهاك الخصوصية، وتبييض الأموال، وجرائم اقتصادية أخرى.
وخلال جلسات تمديد التوقيف، أُفيد أن التحقيق بدأ بعد تقديم شكوى من شابة، وهي إحدى ضحايا النشر، التي كانت قاصرة عندما تم تصوير المقطع الجنسي، ولاحقًا اكتشفت أن الفيديو تم تداوله على نطاق واسع عبر الإنترنت.
يُشتبه بأن كميلو وأعضاء المجموعة جنوا أرباحًا كبيرة من بيع مثل هذه المقاطع. ووفقًا للشرطة، تُظهر الفيديوهات بوضوح استغلالًا جنسيًا، ورغم أن الشكوى قُدمت قبل عامين، لم يُعتقل المشتبهون إلا هذا الشهر، بعد تحقيق سري، حيث تبيّن أن الحديث يدور على ما يبدو عن شبكة قامت ببيع مئات المقاطع “منذ عام 2022 وحتى يوليو 2025، تقريبًا بشكل يومي”، بحسب الادعاء وشهادات العديد من الضحايا.
يُشتبه بأن مدير مجموعة التليغرام، كميلو، جمع الأموال من “مشتركي” المجموعة من خلال تحويلات نقدية عبر تطبيقات “بيط” (Bit) و”بايبوكْس” (PayBox)، أو باستخدام رموز سحب عبر أجهزة الصراف الآلي. ويُشتبه أيضًا بأنه استعان بأشخاص وهميين (أسماء مستعارة) فتحوا محافظ رقمية لاستلام الأموال من “الزبائن”، مقابل حصولهم على عمولة.
وفقًا لشهادات أدلى بها ضالعون في القضية، فإن كميلو يعاني من ديون كبيرة بسبب القمار، ويُعتقد أن الأموال التي جمعها استُخدمت لتغطية تلك الديون.
محامي كميلو، كوبي بن شعيا، قال خلال جلسات تمديد التوقيف إن المقاطع قد نُشرت مسبقًا على الإنترنت من قبل أطراف أخرى، وإن كميلو ليس هو الناشر الرئيسي، ولا المصوّر، بل مجرّد موزّع ثانوي من بين كثيرين. كما طلب المحامي مراعاة الحالة النفسية لموكله.
فتاة أخرى مقرّبة من كميلو، ويمثلها المحامي إيال بن شوشان، مشتبه بها بأنها استلمت الأموال من زبائن مجموعة التليغرام الذين دفعوا مقابل المقاطع إلى تطبيق “بيط” الذي فتحته، ومنه تحوّلت الأموال إلى حسابها البنكي.
وقد ادعى المحامي بن شوشان أن “المشتبه بها لم تكن على علم بمضمون الشبهات في طلب التوقيف”، أي أنها لم تكن تعلم بأن الأموال التي مرت عبرها مرتبطة بمقاطع فاحشة.
أما بالنسبة للمشتبه به الإضافي، أوري سعدون، فتدّعي الشرطة أنه “كان شريكًا فعّالًا في شبكة توزيع المقاطع الفاحشة، أثناء خدمته في مصلحة السجون”. ومع ذلك، فإن التهمة الأساسية المنسوبة إليه هي استلام جزء من الأموال عبر حساب “بيط” الذي فتحه بطلب من كميلو.
وقد صرّح محققو وحدة الشرطة في لواء الجنوب بأن محادثات تم ضبطها على هاتف السجّان تشير إلى أنه أجرى حسابات مالية مع كميلو حول الأموال التي جمعها على ما يبدو من مقاطع تصور الفتيات التعيسات، بل وعرض في إحدى المرات “السمسرة بفتاة”، وكل ذلك أثناء خدمته كسجّان في مصلحة السجون.
محامو السجّان، المحامون أليكسיי غلفنت، خالد أبو العسل، ومحمد أبو صبيح، ادّعوا أن موكّلهم أيضًا ضحية لمدير مجموعة التليغرام، وأنه تعاون معه دون أن يدرك خطورة الأمر. وقالوا: “نتحدث عن أحداث وقعت قبل أكثر من عام، عندما كان السجّان جنديًا وحيدًا… المشتبه به الرئيسي هو مقامر قهري مدين بالمال، ويدير تجارة لبيع مثل هذه المقاطع مقابل المال، ويبحث عن أشخاص مستعدين للتعاون. من هم هؤلاء؟ أشخاص يسهل استغلالهم. فتوجّه إلى المشتبه الذي كان جنديًا وحيدًا، وسعيدًا بأن يكسب ألف شيكل إضافي في الشهر. كل ما فعله هو تقديم حساب ‘بيط’ الخاص به (لغرض التعاملات)، لكنه لم يكن هو من نشر أو أنشأ المواد”.
تجدر الإشارة إلى أنه رغم وجود محادثات تتعلق بالسمسرة بالفتيات، فإن هذه التهمة لم تُنسب لأي من المشتبهين. وبحسب السجّان، كان الأمر مجرد “مزاح”. ومع ذلك، فإن التهم المنسوبة تبقى خطيرة بحد ذاتها.
القاضي أسيف غيل من محكمة الصلح في بئر السبع صرّح بأن “نشر المواد الإباحية هو إحدى الحلقات في سلسلة استغلال الضحايا جنسيًا”.
أما المقرّبة من المشتبه الرئيسي كميلو، والتي استلمت جزءًا من الأموال إلى حسابها، فقد كانت أول من أُطلق سراحه في القضية. وقد قررت المحكمة: “يبدو أن نشاطها الإجرامي كان تابعًا لنشاط الجاني الرئيسي والأكثر خطورة”.
المشتبهة أُطلق سراحها بكفالة مالية، ومحاميها، أيل بن شوشان، صرّح: “التحقيق لا يزال في بدايته، والدفاع لم يطّلع بعد على مواد التحقيق. موكّلتي أُطلق سراحها بالفعل بعد جلسة التمديد الأولى، ولا علاقة لها بنشر المقاطع”.
رغم خطورة الشبهات، فقد تم أمس إطلاق سراح بقية المشتبهين، من بينهم السجّان وحتى المشتبه الرئيسي كميلو؛ ومع ذلك، تقرر أن يخضعوا للحبس المنزلي خلال الشهر المقبل. وتعتزم الشرطة استكمال التحقيق خلال هذه الفترة.