على خلفية صعوبة تجنيد أفراد شرطة من المجتمع العربي، يكشف موقع “بوستا” قصة تعبّر عن خيبة أمل حتى في أماكن تُسجَّل فيها نجاحات:
في أعقاب ما وصفته وحدة مكافحة الجريمة في لواء الشمال بإحباط محاولة اغتيال في منطقة جديدة-المكر، تبيّن أن نجل ضابطة شرطة كبيرة في فرع الشمال لوحدة مكافحة الاحتيال التابعة للوحدة المركزية “لاهف 433″، ووالده محامٍ شغل سابقًا منصب مستشار قانوني لسلطة محلية في الجليل، هو “لاعب جديد” في مجموعة تُصنَّف لدى شرطة لواء حوف كوحدة اغتيالات خطيرة.
بعض رفاقه المتهمين يُشتبه أنهم مسؤولون عن جريمة القتل الثلاثي في أبو سنان في فبراير الماضي، وليس هذا فحسب.
علم أن المشتبه فيه، جواد الحاج (23 عامًا) من كابول، كان يدير نشاطًا إجراميًا خطيرًا من مرآب منزل عائلته المغطى، حيث يعمل والداه في مناصب رفيعة في أجهزة إنفاذ القانون، وذلك بمشاركة خمسة من أصدقائه من كابول، جديدة-المكر وكفر ياسيف.
وفقًا للشرطة، وعلى مدار شهر كامل، جهزوا سيارات مسروقة لتنفيذ عملية إطلاق نار والفرار، وحصلوا على بندقية كلاشينكوف، مسدس غلوك، وذخيرة ملائمة، وكانوا يستعدون لتنفيذ عملية تصفية هدف إجرامي في جديدة-المكر مساء 8 مارس.
تم إحباط إطلاق النار في اللحظة الأخيرة فقط بفضل تدخل محققي وحدة مكافحة الجريمة، لكن المشتبه فيهم تمكنوا من الفرار.
قائد وحدة مكافحة الجريمة نائـب القائد يوني حجاج، ورئيس قسم جرائم القتل المفتش أفي فريدمان، لم ييأسوا. فرق تحقيق واستخبارات متخصصة، من بينها فرق تحليل كاميرات مراقبة، أعادت بناء نشاط الخلية وكشفت عن معلومة مدهشة: خلال فرارهم من الشرطة، استولى بعض المشتبه بهم على محطة لغسيل السيارات في كابول، ارتدوا زي عمال، وبدأوا في تنظيف السيارات، دون أن يثيروا الشبهات في حينه.
لاحقًا، وبفضل الجمع بين معطيات استخبارية وصور كاميرات، تمكن المحققون من ربط النقاط، التعرف على السيارة وأعضاء الخلية، ما أدى إلى تقديم ثلاث لوائح اتهام منفصلة ضد الستة.
المتهمون الستة في لائحة الاتهام هم:
-
فواز نجم (23 عامًا) من جديدة-المكر
-
أحمد شعلان (23 عامًا) من جديدة-المكر
-
سعيد حسني من جديدة-المكر
-
جواد الحاج (23 عامًا) من كابول
-
محمد محمود (24 عامًا) من كابول
-
محمد عبد الله (21 عامًا) من كفر ياسيف
في نهاية المطاف، سحبت نيابة حيفا العامة، بواسطة المحامية مايا متسلياح، تهمة محاولة القتل، ونسبت إليهم التهم التالية فقط:
-
التآمر لارتكاب جريمة
-
جرائم سلاح
-
تغيير هوية مركبة
-
إلحاق أذى متعمد وخطير
-
عرقلة عمل رجال الشرطة
وفقًا للائحة الاتهام، قرر نجم، شعلان وحسني استهداف أفراد من عائلة واحدة في جديدة-المكر عبر إطلاق النار عليهم، وجندوا بقية المتهمين – الحاج، محمود وعبد الله – للمساعدة.
في بداية فبراير، حصل المتهمون على سيارة فولفو، زوّروا لوحاتها وأخفوها في عدة أماكن، كان آخرها المرآب المغطى تحت منزل جواد الحاج.

بالتوازي مع تجهيز السيارة، زوّد المتهمون أنفسهم ببندقية كلاشينكوف، مسدس غلوك وذخيرة ملائمة، وعطلوا “قفل الأطفال” في الأبواب لتسهيل الهروب. كما جهزوا نقاط مراقبة على منزل الهدف، وركبوا كاميرات مراقبة يمكن متابعتها عبر تطبيق على هواتفهم الخاصة بالعملية.
جهزوا أيضًا هواتف عملياتية، قناني بنزين، قفازات، وأقنعة وجه.
بينما كانت سيارة الفولفو تنتظر في مرآب منزل الحاج، تنقل أعضاء الخلية في سيارات قانونية، من بينها مرسيدس تعود لجد جواد الحاج.
في 6 مارس، قبل يومين من تنفيذ العملية، نقل جواد الحاج وشخص آخر الأسلحة إلى الفولفو وأخفوها فيها.
في مساء 8 مارس، اجتمع المتهمون الستة في المرآب، وبدّلوا لوحات السيارة، راجعوا الأسلحة، تواصلوا بالهاتف، وفحصوا قناني البنزين التي كانوا ينوون استخدامها لإحراق السيارة بعد العملية.
استنادًا إلى الأدلة، أمضى الستة نحو 20 دقيقة في المرآب استعدادًا، ثم خرج ثلاثة منهم – نجم، حسني وشعلان – بسيارة الفولفو نحو هدفهم في جديدة، في حين بقي الثلاثة الآخرون – الحاج، محمود وعبد الله – في كابول.
حسب الاتهام، الساعة 18:05 تقريبًا، بدأ الثلاثة رحلتهم وهم يرتدون القفازات والأقنعة ويحملون الأسلحة. فواز نجم كان السائق، سعيد حسني كان خلفه ومعه المسدس، وأحمد شعلان في الخلف يمسك بالكلاشينكوف.
كان الثلاثة على تواصل مستمر مع زملائهم في كابول ومع كاميرات المراقبة على منزل الهدف.
في هذه الأثناء، رصدت وحدة مكافحة الجريمة سيارة مشتبه بها في مدخل جديدة. بعد أن رفض ركابها التوقف، فروا إلى منطقة مشجرة. أطلقت الشرطة النار في الهواء دون أن تتمكن من إلقاء القبض عليهم.
خلال الفرار، اتصل أعضاء الخلية بمحمود وطلبوا منه إنقاذهم. في كابول، انتظر الحاج ومحمود وحاولوا المساعدة.
اثنان من أعضاء الخلية هربوا إلى محطة غسيل السيارات وتظاهروا بأنهم عمال، بينما الثالث التقى بعبد الله، الذي أوصله إلى شقة في الكريوت، لكن الشرطة راقبتهم على طريق 22 وتم القبض عليهم.
كانوا أول المعتقلين، وخلال الأيام التالية تم اعتقال الآخرين بعد أن كشفت هويتهم تدريجيًا من خلال تحليل الهواتف والكاميرات، وصولًا حتى أم الفحم.
بفضل العثور على السيارة والأسلحة وما فيها من أدلة، أعادت الشرطة بناء المخطط، واعتقلت كل المشتبه بهم، بعضهم اعترف عن وعي أو دون وعي بمشاركة الآخرين.
بعد 40 يومًا من التحقيق، قُدمت ثلاث لوائح اتهام منفصلة.