تحدث كثيرون منذ اندلاع الحرب عن الزيادة الحادة في تسرب وسائل قتالية من الجيش الإسرائيلي، حيث تُسرق أسلحة وذخائر من قواعد عسكرية وتُنقل مباشرة إلى أيدي مجرمين.
مضمون لائحة الاتهام التي قدمها الادعاء العسكري ضد جنديين في الاحتياط، ومضمون لائحة اتهام أخرى قُدمت ضد مدني انضم إليهما، يشكلان مثالاً كلاسيكياً لسرقة وسائل قتالية من الجيش الإسرائيلي وتسليمها إلى عالم الجريمة. وتدل لوائح الاتهام على مدى سهولة سرقة القنابل اليدوية من القواعد العسكرية، أو حتى من ساحات القتال.
تم التحقيق في القضية من قبل الشرطة العسكرية ووحدة التحقيقات المركزية في النقب. تم اعتقال عدد من المشتبه بهم من جنود الاحتياط ومدنيين، وبعد أسابيع قليلة تم تقديم لوائح اتهام ضد بعضهم.
وفقاً للائحة الاتهام الأولى، تم استدعاء أوهاد بوزغلو في مارس 2025 للخدمة كجندي احتياط في وظيفة سائق شاحنة ثقيلة في كتيبة دعم عملياتي تابعة للواء غولاني. ضمن مهامه كان مسؤولاً عن نقل الغذاء، المياه، الأسلحة، الوقود ومعدات أخرى.
تشير لائحة الاتهام إلى أنه في 25 مارس طلب منه قائد وحدة النقل نقل وسائل قتالية من معسكر كتيعوت إلى معسكر عين هبشور. بوزغلو قبل المهمة وطلب من قائده أن ينضم إليه أدير كوهين، وهو أيضاً جندي احتياط تم تجنيده في مارس كفني أنظمة دفع في نفس الكتيبة، وتمت محاكمته بلائحة اتهام منفصلة.
قاد الاثنان شاحنة عسكرية إلى معسكر كتيعوت. عند وصولهما توجها إلى منصة وُضعت عليها وسائل قتالية، من بينها قنابل يدوية كان عليهما نقلها إلى عين هبشور. وفقاً للائحة، قاما بأخذ معظم المحتويات، وتركوا جزءاً منها في كتيعوت، ثم توجها إلى عين هبشور.
في طريق العودة توقفا بجانب الطريق 222 وأخرجا صناديق تحتوي على 48 قنبلة يدوية ووضعوها جانباً ثم واصلا طريقهما. عند وصولهما إلى القاعدة، وضعا الشاحنة قرب حاوية الأسلحة، حيث انضم إليهما جنود آخرون للمساعدة في التفريغ.
تشير التحقيقات إلى أنه أثناء عملية التفريغ، قاما كوهين وبوزغلو بأخذ 16 قنبلة يدوية إضافية ووضعوها قرب مقعد السائق، ثم أخرجوها لاحقاً من القاعدة.
بعد التفريغ، سافر الاثنان بسيارة كوهين من نوع أودي إلى نقطة الإخفاء، حيث قاما بجمع ستة صناديق قنابل ونقلوها إلى مخبأ في بلدة فدوئيم.
اللائحة الثانية تشير إلى أن الاثنين اتفقا على تسليم القنابل اليدوية إلى ناؤور كوهين (23 عاماً) من أشدود، وهو شقيق أدير. بعد التنسيق بين الأخوين، وصل ناؤور إلى فدوئيم بسيارته من نوع شيفروليه وأخذ القنابل. لاحقاً كتب له أدير: “ما أخي، شو القصة؟ بدي فلوسي، طولتوا كثير”.
اللائحة الثالثة تشير إلى أن بوزغلو وكوهين خططا أيضاً لسرقة وقود ديزل وبيعه. بوزغلو تواصل مع مدني لمساعدته في العثور على مشترين محتملين. في 25 مارس، أبلغه أن “فيه شاحنة”، ثم كتب له مجدداً “فيه شاحنة، رد علي”.
التحقيقات كشفت أنه عند وصوله إلى معسكر أوريم ليلاً، أخذ بوزغلو دون إذن شاحنة مليئة بالسولار وسافر بها إلى محطة وقود في تقاطع جيلات، ومن هناك توجها إلى بلدة بيت شيكما. هناك التقوا بعدد من السكان المحليين وقاموا ببيع حوالي 5000 لتر من السولار مقابل 38000 شيكل. حصل كوهين وبوزغلو على 17000 شيكل، دفعوا منها 4000 شيكل للوسيط وتقاسموا الباقي بالتساوي.
اللائحة الرابعة تشير إلى أنه في ديسمبر 2024 خطط كوهين لبيع كمية إضافية من السولار مع بوزغلو وشخص ثالث. في وقت لاحق، باع الثلاثة حوالي 2000 لتر مقابل 5000 شيكل قرب رأس العين. حصل بوزغلو على 2500 شيكل، وتقاسم كوهين والشخص الثالث الباقي.
محامي الدفاع العسكري، النقيب نتنئيل أزولاي، الممثل لبوزغلو، صرّح: “لائحة الاتهام قُدمت هذا الأسبوع فقط، ولم تُسلم جميع مواد التحقيق بعد. لدينا العديد من الادعاءات التي ستُفحص لاحقاً. القضية معقدة، ولائحة الاتهام لا تعكس الصورة الكاملة”.
كوهين يمثله المحامي روعي أطياس، ولم تُنشر رده بعد. أما بالنسبة لشقيقه ناؤور، فقد قُدمت بحقه تصريح نية تقديم لائحة اتهام، والتي ستُقدَّم هذا الأسبوع إلى المحكمة الجنائية.
على حد علمنا، تم الإفراج عن باقي المشتبه بهم الذين اعتُقلوا في القضية، ولم تُقدَّم ضدهم لوائح اتهام.
تعقيب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي: “الجيش ينظر ببالغ الخطورة لأي حالة سرقة، وخاصة سرقة الأسلحة والذخيرة. في ختام تحقيق شامل من قبل الشرطة العسكرية، قدم الادعاء العسكري لوائح اتهام خطيرة ضد جنديي احتياط بتهمة سرقة عشرات القنابل اليدوية وتسليمها لمدني. كما وُجهت إليهم تهم بسرقة وقود وبيعه لمواطنين مقابل عشرات آلاف الشواكل. وقد تم تمديد اعتقالهم حالياً لثلاثة أسابيع”.