قُتل الطفل يوسف أبو رقيق، البالغ من العمر ثماني سنوات، وأُصيب عدد من الأشخاص جراء إطلاق نار في وضح النهار على موكب زفاف في بلدة تل السبع بتاريخ 9 مايو.
في الساعة 16:40، تلقّت فرق الطوارئ بلاغاً عن مصابين تم نقلهم إلى نقطة التقاء مع طواقم الإسعاف بالقرب من مفترق تل السبع في النقب. قدّم المسعفون العلاج الطبي في المكان، وتم نقل شاب يبلغ من العمر نحو 20 عاماً وطفل يبلغ من العمر ثماني سنوات إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع، وهما فاقدا الوعي ويعانيان من إصابات نافذة.
لاحقاً، أُعلن عن وفاة الطفل متأثراً بجراحه. كما نُقل عدد من المصابين بجراح طفيفة إلى المستشفى بشكل مستقل.
أفاد المسعف رون-إيل إسرائيلي من نجمة داوود الحمراء: “وصلنا إلى المصابين بالقرب من مفترق تل السبع، ووجدنا شاباً وطفلاً فاقدي الوعي وبجسديهما إصابات خطيرة. قدّمنا لهم علاجاً طبياً، بما في ذلك أدوية ومساعدة تنفسية، ونقلناهم إلى المستشفى في حالة خطيرة”.
وبحسب الشرطة، فإن إطلاق النار نُفّذ باتجاه موكب زفاف، في إطار نزاع بين عائلات في منطقة تل السبع. وتم إرسال قوات كبيرة من شرطة لواء الجنوب ووحدة البلدات للتحقيق في الحادثة وملاحقة المتورطين.

يُشتبه أن إطلاق النار جاء في سياق خلاف مع عائلة العاصم.
وأعلنت الشرطة، خلال عطلة نهاية الأسبوع، أنها نفذت حملة واسعة النطاق خشية وقوع عمليات انتقامية، وأسفرت عن اعتقال 18 مشتبهاً، بينهم أربعة حاولوا الفرار وتم توقيفهم من قبل محققي وحدة التحقيق المركزية في النقب.
وعُقدت جلسة تقييم خاصة بقيادة قائد لواء الجنوب، المفوض حاييم بوبليل، بمشاركة كبار المسؤولين الأمنيين، وجرى تكليف وحدة التحقيق المركزية في النقب بمتابعة التحقيق في القضية.
مفوض الشرطة، داني ليفي، أصدر تعليمات بمواصلة النشاط المكثف دون تهاون ضد الجهات الإجرامية، باستخدام جميع الوسائل لتحديد المتورطين وتنفيذ اعتقالات وتقديمهم للعدالة.
ومن بين الـ18 موقوفاً، تم عرض أربعة أمام محكمة الصلح في بئر السبع كمشتبهين بقتل الطفل يوسف أبو رقيق. يُذكر أن بعض المعتقلين هم من أقارب الطفل القتيل، وتم استجوابهم للاشتباه بتخطيطهم لعملية انتقام، وذلك في ضوء منشورات نُشرت عبر الشبكات تتوعد بالثأر.
الخلاف بين العائلتين قديم، وشهد في السنوات الأخيرة عمليات انتقام متبادلة.
ويُعتقد أن منفذي إطلاق النار كانوا ملثمين، ما منع الضحايا من التعرّف عليهم. كما لم تُضبط أي أسلحة بحوزة المعتقلين أثناء توقيفهم.
المشتبه بهم الأربعة الذين تم توقيفهم خلال توجههم إلى إيلات، وتم عرضهم على المحكمة، هم:
-
بلال العاصم (21 عاماً)
-
سليمان العاصم (24 عاماً)
-
أحمد العاصم (23 عاماً)
-
أحمد العاصم (24 عاماً)
طالبت الشرطة بتمديد اعتقالهم لمدة أسبوعين، وتنسب إليهم تهم القتل العمد، حيازة سلاح، التسبب بإصابة أثناء حمل السلاح، وإطلاق النار.
وخلال جلسات التمديد، رفض ممثل الشرطة الكشف عن تفاصيل التحقيق أو دور كل مشتبه، مكتفياً بالقول إن المشتبهين قدموا روايات متضاربة، ويجري جمع أدلة إضافية مثل كاميرات المراقبة.
محامي الدفاع، ماور شجاف، نفى التهم الموجهة لموكليه، وقال إن التحقيق في بدايته، وإنه لا توجد أدلة تربطهم بالجريمة سوى معلومات استخبارية.
القاضي يورام بروزا، وبعد اطلاعه على مواد التحقيق، قرر أن هناك اشتباهًا معقولًا، لكنه مدّد اعتقال المشتبهين فقط حتى 15 مايو، موضحاً أن مستوى الشبهات يختلف بين الموقوفين، لكنه لم يميز بينهم في هذه المرحلة.
وقال المحامي شجاف في بيان: “المشتبهون قدموا رواية مفصلة وادعوا وجود حجج غياب. التحقيق في بدايته، ولا يوجد ما يربط موكليّ بالحادث عدا معلومات استخبارية. نأمل أن تبحث الشرطة في اتجاهات تحقيق أخرى لتحديد الجناة الحقيقيين في هذه الجريمة المؤسفة”.