بعد ساعات من أحداث العنف الدامية في بلدة عرعرة بالنقب، حيث قُتل وهيب أبو عرار (26 عامًا) برصاص الشرطة خلال المواجهات، لا يزال أحد المنازل في البلدة يحترق والدخان يتصاعد منه. صباح الخميس، وصل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى المكان، بينما كانت الشرطة تقوم بعمليات تمشيط في حي الجواريش برملة، حيث قُتل شقيقان صباح اليوم ذاته.
بن غفير أثنى على قائد شرطة عرعرة، العقيد باروخ هونيج، الذي أطلق – بحسب الشرطة – النار وقتل أحد المشتبه بهم خلال تبادل إطلاق النار. وقال: “هذا ما أتوقعه من شرطتنا”. رغم الحظر المفروض عليه بالتدخل في التعيينات، دعا الوزير إلى ترقية الضابط.
قسم التحقيق مع أفراد الشرطة (ماحش) أعلن أنه تسلم ملف التحقيق من الشرطة، وبدأ بفحص الحادث حسب الإجراءات المطلوبة في حالات إطلاق النار القاتل.
المفوض العام داني ليفي لم يدلِ بتصريحات في الميدان، لكنه أعلن لاحقًا دعمه للشرطة، قائلاً: “لن نسمح للمجرمين بتعكير حياة المواطنين. سنواصل فرض السيادة دون هوادة”.
بن غفير خاطب عناصر الشرطة في المكان قائلًا: “أقدّر احترافيتكم وسعيكم للمواجهة. من يُطلق عليه النار، يجب أن يرد فورًا. مَن يُعرّض حياتكم للخطر – اقتلوه”.
رئيس مجلس عرعرة المحلي، طلاب أبو عرار، انتقد بشدة تصرف الشرطة، قائلاً إن الأحداث بدأت بشجار بين طفلين في المدرسة، ثم تدخلت الشرطة وقتلت شابًا وغادرت البلدة. وأكد أنه تواصل مع جهات رسمية وطلب المساعدة، لكن أحدًا لم يصل. وأضاف: “الوزير والمفوض لم ينسّقوا معنا زيارتهم، لم يخبرني أحد بشيء”.
سكان الحي عبّروا عن شعورهم بالعجز، وقالوا إنهم اتصلوا بالشرطة مرارًا خلال الليل بعد مقتل شابين، لكن لم تصل أي دورية. حتى خدمات الإطفاء رفضت الدخول بدون موافقة الشرطة، التي لم تمنح الإذن. سيارات الإسعاف وصلت، لكن السكان اضطروا لنقل المصابين بأنفسهم.
أحداث العنف اندلعت بعد شجار بين عائلتين. الشرطة وصلت، ووقع تبادل إطلاق نار، أصيب خلاله وهيب أبو عرار، الذي كان بحوزته بندقية من نوع M-16 ومسدس، بحسب الشرطة. نُقل في حالة حرجة إلى مستشفى سوروكا، حيث أُعلن عن وفاته لاحقًا. الشاب عماد أبو عرار (27 عامًا) قُتل كذلك بإطلاق نار من أحد المشاركين في الشجار.
الشجار توسع إلى إشعال منازل، أغلقت المتاجر، وتحصّن السكان في منازلهم خوفًا على حياتهم. عدد من الأشخاص أُصيبوا في الحادث.
الشرطة أكدت أنها تعمل في البلدة في ظل نزاع مستمر بين عائلتين، يشمل تبادل إطلاق نار متكرر. خلال العمليات، تم الرد على مصادر النيران واعتقال مشتبهين. أحدهم، الذي أطلق النار على الشرطة، تم تحييده وكان بحوزته أسلحة.
وأكدت الشرطة أن استخدام الأسلحة في مثل هذه الظروف يُعد أمرًا خطيرًا، وأنها ستواصل العمل بحزم وبلا تسامح ضد مطلقي النار. قوات كبيرة من الشرطة تواصل التمركز في البلدة، للتعامل مع أي سيناريو.
بن غفير قال مساء أمس: “أبارك للضابط الشجاع الذي عمل باحترافية، واجه الخطر، ورد بالنار، وأنهى التهديد خلال المداهمة في عرعرة. ضابط كهذا يستحق التقدير، ويجب أن يكون قدوة لزملائه”.