بعد عامين ونصف من تقديم لائحة الاتهام في قضية مقتل العميل السري السابق في اللد، أدانت المحكمة المركزية في المنطقة الوسطى اثنين من المتهمين وبرأت المتهم الثالث (4 فبراير).
🔹 تذكير بالقضية:
في 9 يوليو 2022، قُتل نهاد الحنوني موسى من الطيرة بإطلاق نار في اللد. قبل حوالي عقدين، كان الضحية يعمل كعميل سري للشرطة وساهم في إدانة عشرات الأشخاص في قضايا تهريب المخدرات.
وفقًا للائحة الاتهام، التي قدمها المحامي غال روزنتسفيغ من نيابة المنطقة الوسطى، كان هناك صراع مستمر بين الضحية والمتهم الرئيسي عمر موسى، وهو من نفس جيله، بسبب عمل الضحية السابق كعميل سري. ووفقًا للادعاء، شكل هذا الصراع الدافع الأساسي لقرار عمر موسى بقتل نهاد الحنوني موسى.
🔹 المتهمون في القضية:
◼️ عمر موسى (58 عامًا) – عم الضحية
◼️ نمر موسى (20 عامًا) – نجل عمر موسى
◼️ محمد أبو غانم (20 عامًا) من الرملة – خطيب إحدى قريبات العائلة في اللد
بعد تحقيقات وحدة الجرائم الخطيرة في المنطقة الوسطى، قُدمت لائحة الاتهام ضد الثلاثة، حيث انتهت المحاكمة بإدانة اثنين وتبرئة الثالث.

تفاصيل لائحة الاتهام: كيف نُفذت الجريمة؟
تكشف لائحة الاتهام أن المتهمين خططوا لاستهداف الضحية، وتمكنوا من تنفيذ ذلك في 9 يوليو 2022. ووفقًا للادعاء:
🔹 عمر موسى أطلق النار على الضحية نهاد الحنوني موسى وأصاب زوجته، مستخدمًا مسدسًا غير مرخص، بينما كانا جالسين داخل سيارتهما.
🔹 نمر موسى، ابن عمر، تأكد مسبقًا من هوية السيارة المستهدفة.
🔹 محمد أبو غانم قاد دراجة نارية استعارها من صاحب عمله، وقام بنقل نمر إلى موقع الجريمة، ثم ساعد عمر على الفرار بعد تنفيذ إطلاق النار.
🔹 بعد أيام، حاول عمر موسى إحراق الدراجة النارية بالقرب من منزل مالكها لتعطيل التحقيق، لكنه اضطر للهرب عندما لاحظه أحد الجيران.
الاتهامات التي وُجهت للمتهمين:
🔴 عمر موسى:
- القتل في ظروف مشددة
- محاولة قتل
- التسبب بإصابة خطيرة في ظروف مشددة
- حيازة سلاح غير مرخص
- عرقلة سير العدالة
- التآمر لارتكاب جريمة
🔴 نمر موسى ومحمد أبو غانم:
- التآمر لارتكاب جريمة
- المساعدة في القتل العمد
- المساعدة في محاولة القتل
رد المتهمين: نفي كامل للتهم
🔹 عمر موسى أنكر وجود أي صراع بينه وبين الضحية، وادعى أنه كان متواجدًا في كرفان بجوار منزله وقت وقوع الجريمة.
🔹 نمر موسى أكد أنه كان في كرفان سكنه وقت الجريمة، ولم يكن لديه أي علم أو دور في الحادثة.
🔹 محمد أبو غانم أقرّ بأنه زار خطيبته في اللد مستخدمًا دراجة نارية استعارها، لكنه تركها هناك والمفتاح في مكانه، مؤكدًا أنه كان مع خطيبته خلال “الساعات ذات الصلة” بالجريمة.
🔹 التمثيل القانوني:
- دافع عن عمر ونمر موسى المحاميان شكري أبو طبيق وحي أوزان.
- دافع عن محمد أبو غانم المحامي وليد كبوب.
نقاط الخلاف الرئيسية في المحاكمة
تركزت الخلافات بين النيابة والدفاع حول هوية منفذ إطلاق النار، حيث زعمت شاهدة عيان أنها رأت عمر موسى يحمل المسدس أثناء تنفيذ الجريمة وبعدها مباشرة.
🔹 دفاع المتهمين شكك في صحة الشهادة، متسائلًا:
- هل تمكنت الشاهدة فعلًا من التعرف على عمر، رغم أنه كان يغطي وجهه بقبعة صوفية؟
- هل سمحت ظروف الإضاءة في المكان لها برؤية القاتل بوضوح؟
- هل كان الوقت الذي رأته فيه كافيًا لتحديد هويته، خاصة وأنها لم تلتقِ به كثيرًا خلال السنوات الماضية؟
- هل كانت شهادتها منحازة بسبب خلاف شخصي طويل الأمد بينها وبين عمر موسى؟
أدلة إضافية تمحورت حولها المحاكمة
🔹 النيابة سعت لإثبات تورط عمر موسى عبر أدلة مادية، منها:
1️⃣ بصمته على قناعٍ عُثر عليه في منزله، فهل يثبت ذلك تورطه في الجريمة؟
2️⃣ آثار إطلاق نار على قفازات وُجدت في منزله، وهل يمكن أن تربطه بالجريمة؟
3️⃣ بصمة إصبعه على زجاجة وقود وُجدت في مسرح الجريمة، فهل تدل على محاولته حرق الدراجة النارية لإخفاء الأدلة؟
4️⃣ هل محاولة إحراق الدراجة النارية تعزز اتهامه بالقتل؟🔹 كذلك، جرى بحث دور المتهمين الآخرين (نمر موسى ومحمد أبو غانم) في الجريمة، وهل كانا على علم مسبق بمخطط القتل؟
في المرافعات الختامية، سعى الطرفان إلى تقديم تفسيراتهم حول هذه الأدلة، وتركز الجدل على:
- هل كان لدى عمر موسى دافع واضح لتنفيذ الجريمة؟
- هل خطط المتهمون مسبقًا لقتل نهاد الحنوني موسى؟
- إلى أي مدى تدعم الأدلة المادية تورطهم في الجريمة؟
مسألة الدافع: جدل بين النيابة والدفاع
🔹 حجج النيابة حول الدافع:
استندت النيابة إلى عدة أحداث اعتبرتها دليلًا على وجود عداوة واضحة بين عمر موسى والضحية نهاد الحنوني موسى:
1️⃣ قبل 20 عامًا، تحول الضحية إلى عميل سري لصالح الشرطة، مما قد يكون أثار ضغينة ضده.
2️⃣ في عام 2009، قدّم الضحية شكوى ضد عمر وآخرين بتهمة محاولة قتله، ما أدى إلى اعتقالهم، وهو ما رأت النيابة أنه ترك أثرًا نفسيًا كبيرًا لديهم.
3️⃣ قبل عام من مقتله، قال الضحية لابنته إن عمر وأولاده سيقضون عليه، وإنه لن يموت إلا على يد عمر.🔹 دفاع المتهمين: لا دليل على الدافع المزعوم
1️⃣ بشأن عمل الضحية كعميل سري، أكدت الدفاع أن عمر أو إخوته لم يكونوا ضمن الأشخاص الذين وشى بهم الضحية، وربما لم يكن راضيًا عن تعاونه مع الشرطة، لكنه لم يتخذ أي إجراء عدائي ضده طوال 20 عامًا.
2️⃣ حول الشكوى المقدمة عام 2009، أوضح الدفاع أن الشرطة أفرجت عن المشتبه بهم بعد 5 أيام، وفي النهاية تم إغلاق القضية، مما ينفي أن يكون الحادث سببًا لحقد عمر المستمر حتى عام 2022.
3️⃣ أما عن تصريح الضحية لابنته، فقد اعتبرت النيابة أنه دليل واضح على تهديد مباشر، لكن الدفاع رأى أنه مجرد افتراض من الضحية وليس دليلًا على نية القتل الفعلية.🔹 قرار المحكمة
أقرّت المحكمة بوجود توتر بين الضحية وعمر موسى، لكنها شددت على أن هذا لا يشكّل دليلًا قاطعًا على وجود دافع واضح ومحدد لارتكاب الجريمة. كما لم تستبعد إمكانية وجود دافع خفي، لكنه لم يُثبت خلال المحاكمة.قضت المحكمة أنه بالنظر إلى مجموعة الأدلة ضد عمر، فإن وجود أو عدم وجود دافع ليس بالضرورة ذا تأثير، خاصة أن القانون الإسرائيلي لا يتطلب إثبات دافع لقتل. بعد فحص الأدلة، توصل القضاة حايغي ترسي، عيدو درويان-جملئيل، وهداس روزنبرغ شينرت إلى الاستنتاجات التالية بشأن كل من المتهمين:
عمر موسى:
- يمكن الاعتماد على تحديد شاهد العيان لعمر كقاتل.
- العثور على الحمض النووي لعمر على قناع في منزله يساهم في تحديده كقاتل.
- محاولة عمر إشعال النار في الدراجة النارية، التي تمت لإعاقة سير التحقيقات والمحاكمات، تساهم في تحديده كقاتل.
- أظهر عمر وأبو غانم في أفعالهما العلنية تخطيطًا وتعاونًا يوضحان أن هناك اتفاقًا مسبقًا وتنسيقًا لتنفيذ جريمة القتل.
- قدم المتهم دفاعًا متأخرًا ومصطنعًا يحتوي على أكاذيب فاضحة.
حكمت المحكمة أنه إلى جانب شهادة تحديد الهوية، هناك أدلة إضافية تشير إلى إدانة عمر. لم يتم تقديم تفسيرات مقنعة لبراءته، وذكرت المحكمة “عمر أضاع الفرص التي أتيحت له لتقديم دفاعه بالصمت الانتقائي وإعداد دفاع مزور وغير منطقي”. أظهرت الأدلة المقدمة من النيابة أن القضية تتماشى مع العملية الثلاثية المطلوبة لاستخلاص استنتاجات إدانة في القضايا التي تعتمد على الأدلة الاستنتاجية.
تم إدانة عمر موسى بالجرائم التالية:
- القتل في ظروف مشددة.
- محاولة القتل.
- التآمر لارتكاب جريمة (القتل).
- إحداث إصابات بالغة في ظروف مشددة.
- حمل سلاح.
- عرقلة سير العدالة.
محمد أبو غانم: حكمت المحكمة أن الأدلة الاستنتاجية تثبت أن أبو غانم كان في مكان الجريمة وانتظر عمر بعد القتل ورافقه في الدراجة النارية. لم يحاول أبو غانم رفع العبء الدفاعي ورفض تقديم أي شهادة حقيقية، حيث كانت شهادته “شهادة صورية” فقط. كما ثبت أن ما قاله عن زيارته لخطيبته في المنطقة كان كذبًا واحتاج إلى تنسيق بين الروايات.
ومع ذلك، قررت المحكمة أنه لا يوجد دليل على أن التآمر لقتل الضحية شمل التخطيط الدقيق لكيفية تنفيذ الجريمة، لذلك لا يمكن تحديد درجة المخاطرة تجاه حياة الآخرين غير الضحية. لذلك، لم يُنسب إلى أبو غانم مساعدة في محاولة قتل زوجة الضحية، بل مساعدته في إحداث إصابات بالغة بنية مشددة.
تم إدانة محمد أبو غانم بالجرائم التالية:
- التآمر لارتكاب جريمة (القتل).
- مساعدة في القتل.
- مساعدة في إحداث إصابات بالغة بنية مشددة. تم تبرئته من محاولة القتل.
نمر موسى: قررت المحكمة أن هناك موجة من المكالمات الهاتفية الغريبة بين عمر وابنه نمر قبل القتل، والتي قد تكون متعلقة بتنفيذ الجريمة. ومع ذلك، لم يتم إثبات أن إحدى هذه المكالمات كانت لتبادل معلومات بشأن السيارة التي كان يستخدمها الضحية بعد أن تم الحصول على هذه المعلومات من نمر، كما زعمت النيابة. قررت المحكمة أنه لم يُثبت أن نمر ساعد والده عمر في تنفيذ الجريمة. وبناءً عليه، فإن التواجد غير البريء وكذب نمر لا يكفي لإدانته.
تم تبرئة نمر موسى من جرائم مساعدة في القتل ومن تهمة التآمر لارتكاب جريمة (القتل).
نتيجة لذلك، تم إطلاق سراح نمر بعد تبرئته من ظروف الاعتقال التي كان يخضع لها، في حين سيظل محمد في ظروف اعتقال حتى الحكم النهائي، وتم تمديد اعتقال عمر. تم تحديد موعد المرافعة في مايو المقبل.