تلقى مركز الطوارئ 101 التابع لنجمة داوود الحمراء في منطقة “أشير” بلاغًا عن إصابة رجلين في حادثة إطلاق نار بالقرب من شارع 8721، عند الحدود بين بلدة يركا والمجلس الإقليمي “مطيه أشير” (25 مارس).
المسعفون والطواقم الطبية التابعة لنجمة داوود الحمراء أفادوا بأن الرجلين، في الثلاثينات من عمرهما، كانا في حالة حرجة وفاقدين للوعي، وتم لاحقًا إقرار وفاتهما.
فتحت الشرطة تحقيقًا في الحادث، ووصلت إلى الموقع وحدات من مركز شرطة الجليل الغربي، حيث قامت بعمليات تمشيط بحثًا عن مشتبه بهم متورطين في الجريمة، إلى جانب جمع الأدلة والقرائن. وتم تحديد الخلفية الجنائية للحادث منذ اللحظة الأولى.
في وقت لاحق، تم إعلان وفاة الرجلين، وهما أبناء عمومة من سكان يركا: القتيل الأول هو بهاء عطا الله، والثاني هو ابن عمه علاء عطا الله. القتيلان ينتميان لعائلة عطا الله (أبو نمر)، وهي عائلة درزية من يركا، وكان أحدهما معروفًا جيدًا لدى الشرطة، حيث كان مرتبطًا بتنظيم الجريمة الخاص بالأخوين أبو لطيف من قرية الرامة.
في عام 2022، تم اعتقال بهاء عطا الله كرئيس لشبكة مكونة من تسعة مشتبه بهم من قرى الشمال، والتي كانت تنفذ لصالح تنظيم “أبو لطيف” جرائم تقليدية مثل الاتجار بالأسلحة والمخدرات والابتزاز والتورط في حوادث إطلاق نار، إضافةً إلى تجارة الفواتير الوهمية عبر شركات وهمية، في قضية اقتصادية معقدة. آنذاك، وُجهت له تهمة قيادة الذراع التنفيذية للشبكة.
قائد لواء الساحل، اللواء يحئيل بوهدنا، وصل إلى مسرح الجريمة وأجرى تقييمًا ميدانيًا مع القادة الأمنيين. وتواصل قوات الشرطة الموجودة في المكان جمع الأدلة والبحث عن مشتبه بهم كجزء من التحقيق المفتوح في القضية.
نظرًا لخلفية القتيلين وعلاقاتهما في عالم الجريمة، تدرس الشرطة مسارين رئيسيين للتحقيق:
- الاحتمال الأول: جريمة قتل مزدوجة ضمن الصراع المستمر بين منظمات الجريمة المهيمنة في المنطقة، حيث تدور الحرب بين تنظيم “أبو لطيف” وشركائه ضد تنظيم “وسام حريري” من جلجولية و”فراس نعيمي” من جديدة المكر، الذي يقضي حاليًا عقوبة بالسجن.
- الاحتمال الثاني: صراع داخلي بين عصابات الجريمة داخل المجتمع الدرزي، مما يشير إلى خلاف داخلي داخل المحيط الإجرامي لتنظيم “أبو لطيف”. في هذا السياق، يُقال إن هذه ليست أول جريمة قتل تحدث كجزء من النزاعات الداخلية بين القرى الدرزية في الجليل، وخاصة في يركا.