أثارت قائمة تم نشرها مؤخرًا حالة من التوتر والقلق في المجتمع العربي، حيث تضم أسماء أشخاص وُصفوا بـ”المتعاونين” مع الشرطة الإسرائيلية، خاصة في منطقة الشارون. وانتشرت القائمة بشكل واسع، متضمنةً أسماء ضباط شرطة، متطوعين، مجرمين، وحتى مدنيين لا علاقة لهم بالجريمة أو بجهات إنفاذ القانون.
ودعا مروجو القائمة إلى مقاطعة هؤلاء الأشخاص اجتماعيًا، بمنع التعامل معهم أو الزواج منهم، بل وذهب البعض إلى حد التحريض على إيذائهم. في المقابل، أعربت الشرطة عن قلقها العميق، حيث صرّح مصدر أمني: “هذه القائمة تعرض من وردت أسماؤهم للخطر، ولا نعرف مصدرها أو المعايير التي استُخدمت لإعدادها. هناك مخاوف حقيقية من أن يدفع أبرياء حياتهم نتيجة لهذا التحريض الخطير”.
تعزيز الحماية وفتح تحقيق
في أعقاب نشر القائمة، عززت الشرطة إجراءات الحماية حول الضباط والمتطوعين الذين شملتهم، ووصفتهم بأنهم “مهددون”، كما فتحت تحقيقًا لتحديد المسؤولين عن إعدادها وتوزيعها. وفي الوقت نفسه، أفادت تقارير بأن بعض الأشخاص الذين وردت أسماؤهم، وخاصة المرتبطين بعالم الجريمة، بدأوا يتحركون بشكل فردي لكشف هوية مروجي القائمة.
مخاوف من تراجع التعاون مع الشرطة
تخشى الشرطة أن يؤدي انتشار هذه القائمة إلى مزيد من التردد في التعاون معها داخل المجتمع العربي، الذي يعاني أصلًا من إحجام بعض المواطنين عن الإدلاء بشهاداتهم أو تقديم بلاغات حول الجرائم. وحذر مصدر أمني من أن “هذه القائمة قد تثني حتى الأشخاص الذين يساعدوننا عن مواصلة ذلك، خوفًا من الانتقام أو التشهير”.
يُذكر أنه منذ بداية العام، قُتل 31 شخصًا في المجتمع العربي، بينهم ثلاثة برصاص الشرطة، في ظل استمرار العنف والجريمة دون تحقيق أي اعتقالات أو حل أي من قضايا القتل حتى الآن.