العنف في المجتمع العربي يستمر في تحطيم الأرقام القياسية، وهذه المرة: قُتل رجلان في شجار وقع في بلدة معالي عيرون، وأصيب شخص آخر بجروح خطيرة.
بحسب موقع “بوستا”، أحد الضحايا هو أنس متقال محاجنة، مدوّن طعام محبوب في المجتمع العربي. ووفق المعلومات، قُتل أثناء تصوير إعلان لمطعم. أما الضحية الثانية فهو فلاح صبيحات من قرية سالم.
تلقت نجمة داوود الحمراء بلاغًا عن حادث خطير في معالي عيرون تضمن عدداً من المصابين نتيجة شجار عنيف. وأفادت طواقم الإسعاف بوجود رجلين في الثلاثينيات من العمر بدون علامات حياة في المكان (26 يناير).
في الساعة 21:34، تلقت غرفة عمليات نجمة داوود الحمراء في منطقة الجلبوع بلاغًا عن مصابين تم نقلهم إلى فرق الإسعاف في معالي عيرون. وعند وصول الطواقم، تبين وجود رجلين في الثلاثينيات مصابين بجروح نافذة ولم تظهر عليهما علامات حياة، ما اضطرهم إلى إعلان وفاتهما في الموقع. كما تم نقل مصاب ثالث، رجل في الثلاثينيات أيضًا، بحالة خطيرة إلى المستشفى.

صرح مسعفان من نجمة داوود الحمراء، وسم عقل ويارون بنحاسوفيتش: “التقينا بمركبة خاصة كانت تهرب من موقع الشجار العنيف، وكانت تحمل رجلين فاقدين للوعي ومصابين بجروح نافذة خطيرة. حاولنا تقديم المساعدة الطبية لكن للأسف الإصابات كانت قاتلة وأُعلِن وفاتهما. كما تم نقل رجل آخر مصاب بجروح نافذة بحالة خطيرة”.
فتحت الشرطة تحقيقًا فور تلقيها البلاغ من الجهات الطبية. وقع الحادث في منطقة زلفة قرب أم الفحم، وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن الرجلين المصابين في الموقع كانا ضحيتَي إطلاق نار، ونُقل رجل آخر بحالة طفيفة.
باشرت الشرطة بتمشيط المنطقة بحثًا عن المشتبهين وجمع الأدلة. وتشير التقديرات الأولية إلى أن خلفية الحادث جنائية.
أنس متقال محاجنة، البالغ من العمر 30 عامًا، قُتل كما ذُكر أثناء تصوير إعلان لمطعم في بلدة زلفة. كان معروفًا في المجتمع كمؤثر وصانع محتوى في مجال الطعام، حيث شارك تجاربه مع المأكولات عبر منصات مثل إنستغرام وتيك توك، وكان لديه عشرات الآلاف من المتابعين.
تميزت مدوناته برحلات وتجارب في تناول الأطعمة المختلفة في البلدات العربية، إلى جانب مقاطع فيديو تضمنت تعليقات مرحة ووصفاً دقيقاً للأطباق التي تذوقها.
قال سكان أم الفحم: “أنس كان معروفًا بسمعته الطيبة وشخصيته الودودة، وكان محبوبًا لدى أصحاب الأعمال المحلية. كان رائدًا في مجال المحتوى المرئي المميز، بأسلوبه الخاص ولغته الفريدة التي لاقت شعبية كبيرة”. وأضافوا أنه بالإضافة إلى نشاطه في مجال الطعام، كان قريبًا من المجتمع الديني ويواظب على زيارة المساجد. وأكد أصدقاؤه الذين تلقوا خبر وفاته: “كان معروفًا بتواضعه ومعاملته الطيبة للآخرين”.
وأشار أحد معارفه: “من أبرز مواقفه الإنسانية توقفه عن نشاطه على الشبكات الاجتماعية خلال الحرب وأحداث 7 أكتوبر، كدليل على تضامنه مع سكان غزة. هذه الخطوة أظهرت عمق الجانب الإنساني في شخصيته. اليوم، رحيل أنس يترك فراغًا كبيرًا في مجاله وفي قلوب محبيه”.