انتهت في محكمة الصلح في حيفا قضية ابتزاز عنيف لرجل أعمال من سكان دالية الكرمل، شغل سابقًا منصبًا رفيعًا في المجلس المحلي، على يد اثنين من سكان البلدة: ريمون طريف (52 عامًا) وكلاي حسن (49 عامًا).
وفقًا للائحة الاتهام، طالب المتهمان الضحية تحت التهديد بمبلغ ضخم قدره 15 مليون شيكل ومنازل سكنية، على خلفية مزاعم ريمون بأن الضحية مدين له بالمال، في حين أن الضحية أنكر وجود أي دين، ما أدى إلى سلسلة من الأحداث العنيفة.
نُسب إلى المتهمَين ارتكاب جرائم: الابتزاز تحت التهديد، والاعتداء أو التسبب بإصابة حقيقية من قبل شخصين، بالإضافة إلى التهديدات. كما وُجهت لريمون تهم إضافية منها: الاعتداء بسلاح أبيض، وحيازة سكين، وتخريب الممتلكات عمدًا.
في 9 أكتوبر 2024، وصل ريمون طريف وكلاي حسن إلى منزل الضحية في دالية الكرمل، وهدداه بمبلغ 15 مليون شيكل، بالإضافة إلى مطالبتهما بمنزل شقيقه ومفتاح خزنة والده. قال طريف مهددًا: “إذا لم تدفع، سنقتلك وأولادك، وسنجلب 20 شخصًا يجلسون في صالون بيتك مع زوجتك وبناتك ولن يغادروا حتى تتخذ القرار”.
ووفقًا للائحة الاتهام، هاجم المتهمان الضحية بعنف شديد. قام طريف بضربه بقبضته، في حين رفسه حسن وشاركه في الضرب. وأصيب الضحية برضوض في الأطراف والصدر، وتورمات وجروح. كما تعرّض اثنان من أبناء الضحية للركل والضرب، فيما دُفعت ابنته أيضًا خلال الهجوم.
اعترف المتهمان، الممثلان بمحاميي الدفاع تومر نوه وليئور دافيدي، بالتهم الموجهة إليهما بعد تعديل لائحة الاتهام، ضمن صفقة ادعاء، والتي شملت الاعتداء والابتزاز بالتهديد.
قال الضحية خلال شهادته في جلسة النطق بالحكم: “كانت الحادثة صادمة لي ولعائلتي. أطلب أن يتحقق العدل، وأن يُحاسب من أساء إليّ وإلى عائلتي كما يستحق”.
طالبت المدعية الشرطية، المحامية رينا بيلتشينسكي، بإنزال عقوبة مشددة على المتهمين، مشيرة إلى أن “الحادثة وقعت في منزل الضحية، وهو حيزه الآمن، وتضمنت تهديدات صريحة لحياته وحياة عائلته”. طالبت بسجن ريمون طريف من 18 إلى 36 شهرًا، ولحسن من 14 إلى 36 شهرًا، مع التشديد على أن لديه سجلًا جنائيًا يتضمن إدانة في قضية قتل سابقة.
من جهة أخرى، أكد محاميا طريف أن لائحة الاتهام عُدّلت بشكل كبير بسبب وجود ثغرات في الأدلة، مشيرَين إلى أن موكلهما بلا سوابق جنائية ويحسن سلوكه في السجن. وأعرب طريف أمام المحكمة عن أمله ببدء حياة جديدة.
أما محامي حسن، فأكد أن موكله لعب دورًا ثانويًا فقط، وأُدين بالمساعدة على الابتزاز، وطالب بتخفيف العقوبة نظرًا لاعترف موكله منذ البداية.
كتبت القاضية كرميت فار-غينات: “الجرائم التي تُرتكب بمشاركة تحمل خطورة خاصة، وتدل على قسوة وتعسف تجاه الضحية. رغم ذلك، وجدت أنه من المناسب إصدار أحكام في الحد الأدنى من نطاق العقوبة، مع مراعاة الظروف المخففة”.
وأشارت القاضية أيضًا إلى أن المتهمين أمضوا سبعة أشهر في الحبس دون مخالفات، ولم تُفتح ضدهم ملفات إضافية.
وأصدرت حكمًا بسجن ريمون طريف لمدة 12 شهرًا، تُخصم منها فترة توقيفه منذ 9 أكتوبر 2024، ما يعني تبقي أسابيع قليلة له للإفراج. فيما حُكم على كلاي حسن بالسجن 10 أشهر، ما يعني أنه أنهى فعليًا فترة سجنه.
كما فرضت المحكمة على كل منهما دفع تعويض قدره 4,000 شيكل للضحية.