قُتلت مساء (6 أيار) في مدينة اللد سحر أبو حجاج، البالغة من العمر 48 عامًا، وهي أم لثمانية أبناء. سحر هي الزوجة الأولى – والمطلقة – لعصام أبو حجاج، مجرم خطير ومطلوب دوليًا للسلطات الإسرائيلية، وهي ثالث امرأة من محيطه تُقتل خلال السنوات الأخيرة.
تفاصيل الجريمة
قرابة الساعة 23:40 تلقت الشرطة بلاغًا عن إطلاق نار في شارع يعقوب كوهين في اللد. عند وصول قوات الإنقاذ والشرطة، عُثر على سيدة مصابة بطلقات نارية داخل سيارتها قرب مجمع عائلة أبو حجاج. وأعلن طاقم “نجمة داوود الحمراء” وفاتها في المكان بعد محاولات فاشلة لإنعاشها.
وقالت المسعفة الطبية أڤياه گرسلر: “عندما وصلنا إلى المكان، وجدنا سيدة مصابة بإصابات خطيرة اخترقت جسدها، ولم يكن أمامنا سوى إعلان وفاتها”. الشرطة أغلقت المكان وفتحت تحقيقًا بشبهة جنائية. وفي الوقت ذاته، أُبلغ عن احتراق سيارة على شارع 44، ويجري فحص إن كان لذلك علاقة بالجريمة.

المتهمون من عائلة حجاج في يافا (صورة من ملف التحقيق).
التحقيقات تشير إلى خلفية إجرامية دولية
قائد شرطة المركز، يعقوب برمان، أمر باستخدام وسائل تكنولوجية ومخابراتية، وجرى تحويل الملف لوحدة الجريمة في لواء الشفلي. لاحقًا تبيّن أن القضية تكتسب أبعادًا دولية. تم توقيف عدد من المشتبهين، وبدأت الشرطة تفحص خلفية كون الضحية “امرأة مهددة رفضت تلقي الحماية سابقًا”، بالرغم من وجود تحذيرات وملفات محكمة بهذا الشأن.
سلسلة من جرائم قتل النساء في محيط عصام أبو حجاج
سحر أبو حجاج هي المرأة الثالثة التي تُقتل ولها علاقة مباشرة بعصام أبو حجاج:
-
في أيار 2018، قُتلت سمر خطيب، عشيقة عصام، بعد محاولتي اغتيال فاشلتين، إحداهما بتفجير عبوة ناسفة. بعد ثلاثة أيام، أُطلق عليها الرصاص عندما كانت تقود سيارتها. أربعة من أقرباء عصام من عائلة أبو حجاج في يافا أُدينوا بالتورط وحُكم عليهم بـ10 سنوات سجن ضمن صفقة ادعاء، بينما بقي عصام هاربًا في المغرب.
-
في أيلول 2022، قُتلت منار أبو حجاج، زوجته آنذاك، مع ابنتها خضرة (14 عامًا)، أثناء تواجدهما داخل سيارة. الجريمة وقعت بعد عودتها من الإقامة معه في المغرب. الشرطة تشتبه بأن عصام كان وراء مقتلها بسبب خلافات على ممتلكات.
-
والآن، سحر أبو حجاج، طليقته وأم أولاده الثمانية، قُتلت رغم تحذيرات متكررة وتهديدات واضحة من محيط عائلة طليقها، حيث أصرت على البقاء في مجمع عائلة أبو حجاج في اللد، رغم ضغوط كبيرة لمغادرة المكان.

هروب من العدالة وتساهل في التسليم
بعد اعتقاله في المغرب على خلفية قضية جوازات سفر مزورة لعدد من المجرمين الإسرائيليين، حُكم على عصام بالسجن ثلاث سنوات. خلافًا لآخرين مثل غولان أڤيتان أو لיאור حداد، لم يُسلَّم إلى إسرائيل عند انتهاء محكوميته. بل نجح في الفرار إلى تركيا، حيث يقيم حتى اليوم.
مصدر مطّلع أفاد لموقع “פוסטה” أن سبب عدم تسليمه هو غياب لائحة اتهام رسمية ضده، وذلك بعد صفقة الادعاء مع أفراد عائلته في ملف سمر خطيب، ما صعّب على النيابة توجيه تهم له رغم الشبهات.
اليوم، ومع مقتل سحر، يُعتبر عصام أبو حجاج مطلوبًا للتحقيق في أربع جرائم قتل، لكن إسرائيل لا تزال عاجزة عن تقديمه للعدالة، في واحدة من أكثر القضايا الإجرامية تعقيدًا في السنوات الأخيرة.