قدّمت نيابة لواء حيفا إلى المحكمة المركزية في المدينة لائحة اتهام معدّلة ضد كلّ من ليونيد كوزمياكين وفيودور ملتشفسكي، وهما شابان (20 عامًا) من حيفا، بتهمة القتل غير المبالي بظروف مشددة لرجل مسنّ يبلغ من العمر 70 عامًا.
🔹 تفاصيل الحادثة
وفقًا للائحة الاتهام، ففي ساعات الفجر الأولى من يوم 12 أغسطس 2024، حوالي الساعة 04:30 صباحًا، لاحظ المتهمان الضحية أثناء مروره بالقرب من متجر للخضار في المدينة. وادّعيا أنهما تعرفا عليه من مقطع فيديو قديم، زعما فيه أنه لمس قاصرًا بطريقة مشبوهة. اقترب ملتشفسكي من الضحية، وعرض عليه الفيديو وسأله عن سبب “لمسه للطفل”، لكن الأخير تجاهل السؤال وبدأ بالابتعاد باتجاه المتجر وهو يحمل حقيبة ظهر.
تدّعي النيابة أن المتهمين قررا مهاجمة الضحية دون اكتراث لإمكانية وفاته، فطارداه، أسقطاه أرضًا، وانهالا عليه بالركلات واللكمات، كما داسا على رأسه ووجهه. ثم سحباه إلى زقاق قريب، حيث واصلا الاعتداء عليه بوحشية، فركلاه في وجهه، فتّشا ممتلكاته، أفرغا حقيبته، داسا عليه مجددًا، سكبا عليه الماء، بصقا عليه، وألقيا عليه سيجارة مشتعلة.
وتشير لائحة الاتهام إلى أن أحد المتهمين عاد لاحقًا إلى المكان وقام بتغطية جثة الضحية بصندوق كرتوني.
ورغم أن الضحية فقد وعيه بالكامل، إلا أن المتهمين استمرا في مهاجمته بلكمات قوية، ضربات رأس، ركلات، وبصق عليه، بينما كانا يوثّقان رضاهما عن فعلتهما، حيث صافح أحدهما الآخر تعبيرًا عن فرحتهما بعد إحدى الضربات. كما قاما بتحطيم هاتف الضحية بعد ذلك.
🔹 تهديد شاهد عيان
بحسب النيابة، عندما أدرك المتهمان أن شخصًا ثالثًا كان شاهدًا على جزء من الاعتداء، قاما بتهديده بالعنف، حيث قال ملتشفسكي للشاهد:
“لا تخبر أحدًا، إذا أبلغت الشرطة، سنصل إليك وسنؤذيك”، بينما أضاف المتهم الآخر: “لا تقلق، نحن نعرف أصدقاءك”.
🔹 اكتشاف الضحية ونقله إلى المستشفى
بعد دقائق، وصل أحد عمال متجر الخضار إلى المكان، فوجد الضحية ملقى تحت صندوق كرتوني، فاقدًا للوعي ويعاني من إصابات خطيرة. أبلغ العامل صاحب المتجر، الذي سارع إلى الاتصال بقوات الإسعاف.
تم نقل الضحية إلى مستشفى رامبام في حالة خطيرة، حيث تبيّن أنه يعاني من كسور في الجمجمة، الفك، محجر العين، والأضلاع، بالإضافة إلى نزيف في الدماغ وكدمات وإصابات بالغة.
🔹 وفاة الضحية وتعديل لائحة الاتهام
بقي الضحية في حالة غيبوبة دائمة (حالة نباتية) لعدة أشهر، حيث كان موصولًا بأجهزة التنفس الاصطناعي، حتى أعلن عن وفاته في 20 نوفمبر 2024، نتيجة التهاب رئوي ناجم عن إصاباته الدماغية الخطيرة.
في أعقاب وفاته، قامت النيابة بتعديل لائحة الاتهام، موجهة للمتهمين تهمة القتل غير المبالي بظروف مشددة، إضافة إلى الإضرار العمد بالممتلكات والتهديد.