لسوء الحظ، حوادث العمل هي من الحوادث الشائعة التي تحدث يوميًا، سواء أثناء العمل أو أثناء الطريق للعمل أو أثناء العودة منه.
غالبًا ما يبدو لنا أن الحادث كان حادثًا غير هام ولم يسبب أضرارًا كبيرة، ولكن قد يتطور الوضع لاحقًا ويصعب ربط الضرر بالحادث. لذلك من المهم اتخاذ بعض الإجراءات لضمان حقوقك. لذا، أي شخص يتعرض لحادث عمل يجب أن يتصرف بشكل منظم وصحيح من أجل ضمان حقوقه أمام الجهات المعنية.
الصعوبات البيروقراطية الكثيرة التي تواجه المتضرر تجعل من الصعب عليه التعامل بمفرده مع الجهات المعنية، ولهذا يُوصى بشدة بالتوجه للحصول على تمثيل قانوني مهني، سواء من أجل ضمان حقوق المتضرر أو لزيادة التعويضات المستحقة له.
قبل التوجه إلى المحامي، يجب على المتضرر اتخاذ بعض الإجراءات لتحقيق أقصى استفادة من حقوقه ضد مؤسسة التأمين الوطني أو شركة التأمين. فيما يلي نستعرض 4 خطوات بسيطة يجب اتباعها:
1. التوجه للحصول على العلاج الطبي
يجب التفرقة بين حالتين: الحالة الأولى هي عندما يكون الحادث خفيفًا ولا يتطلب نقلًا بسيارة إسعاف، أو على الأقل هذا ما يعتقده المتضرر. في هذه الحالة، يُوصى بالتوجه إلى العيادة لتوثيق الحادث وشرح تفاصيل الأحداث وتوضيح أن الحادث وقع أثناء العمل، والتأكد من أن المعلومات تم تسجيلها في السجل الطبي. الحالة الثانية هي عندما يتطلب الحادث نقلًا بسيارة إسعاف بسبب حالة المتضرر. عند وصوله إلى المستشفى، من المهم إبلاغ الأطباء بأن الحادث هو حادث عمل والتأكد من تسجيل تفاصيل الحادث والأضرار الناجمة عنه في السجل الطبي. يجب دائمًا تذكر أن ما لم يُكتب لا يُعتبر موجودًا من الناحية القانونية.
كما يجب الاهتمام بالنسخة الأولى التي يقدمها المتضرر حول الحادث، فهي النسخة الأكثر مصداقية وغالبًا ما تكون هي التي تؤثر على القضية بشكل عام وعلى مقدار التعويضات بشكل خاص.
2. إبلاغ صاحب العمل عن الحادث
يجب على المتضرر إبلاغ صاحب العمل بالحادث والحصول على نموذج موقع يسمى ب.ل. 250. يجب التأكد من ملء النموذج بشكل صحيح، بما في ذلك تفاصيل دقيقة حول الحادث، بما في ذلك وصف الحادث والأعضاء المتضررة. يفضل ملء النموذج مع صاحب العمل لضمان عدم إغفال أي تفاصيل تتعلق بالحادث، حيث أن هذا النموذج هو المستند الرسمي الأول الذي يرفق مع الدعوى ويتبع المتضرر طوال العملية. يجب ملاحظة أن صاحب العمل ملزم بتوقيع النموذج بموجب القانون.
3. الشهادات وتصوير مكان الحادث
من المهم تصوير مكان الحادث بما في ذلك العوامل التي تسببت في الحادث إذا كانت موجودة. كما أنه من المهم جمع تفاصيل الشهود الذين رأوا الحادث. الشهادات تلعب دورًا مهمًا في الدعوى لأنها قد تعزز وتدعم ادعاءات المتضرر.
4. المستندات الطبية
يجب إجراء جميع الفحوصات الطبية المطلوبة وعدم التهاون في العملية. إذا تم نقل المتضرر بسيارة إسعاف، يجب التأكد من أن الأطباء يقومون بالفحوصات اللازمة لاستبعاد أو تشخيص الإصابات بمختلف درجاتها. إذا قرر المتضرر التوجه إلى مؤسسة طبية أخرى غير الطوارئ، يمكنه طلب إحالات لفحوصات الأشعة أو أي فحوصات أخرى يراها الطبيب ضرورية لتقييم حالته الصحية بعد الحادث.
من المهم الحفاظ على جميع السجلات الطبية، بما في ذلك المستندات الطبية، تقرير الإسعاف، تقرير المستشفى، تقارير الفحوصات التصويرية، الوصفات الطبية، الإحالات، الفواتير والإيصالات المتعلقة بالنفقات.
يجدر بالذكر أنه في حال كان الحادث أيضًا حادث سير، بالإضافة إلى الإجراءات المذكورة أعلاه، يجب التأكد من الحصول على تقرير شرطة (يجب إبلاغ الشرطة عن الحادث)، تصوير المركبات المعنية في الحادث ومكان الحادث، وتفاصيل شركة التأمين للمركبة المتسببة في الحادث إذا كان المتضرر راكب دراجة هوائية أو مشاة، أو تفاصيل التأمين للسائق في حال كان المتضرر هو السائق نفسه أو كان راكبًا في المركبة.
بعد اتخاذ هذه الإجراءات أو بالتوازي معها، يجب على المتضرر التوجه إلى محامٍ متخصص لتمثيله خلال العملية القانونية لضمان حصوله على كافة حقوقه وزيادة التعويضات المستحقة له.
مع تمنياتنا لك بالصحة والعافية الكاملة.