لم تتوقع المزرعة مقتل ابنها الطبيب عبد الله عوض، ولم تستوعب الجريمة التي ألقت بظلالها على الأهالي، إذ ساد الحزن والأسى، وعم الصمت المكان، وانهمرت الدموع الحارقة على شاب قضى حياته القصيرة بين العلم والعمل في مداواة المرضى.
مئات من أهالي المزرعة يشاركون في مسيرة احتجاجية إثر جريمة قتل الطبيب عبد الله عوض
شارك المئات من أهالي المزرعة اليوم، الثلاثاء، في مسيرة احتجاجية غاضبة، وذلك عقب جريمة قتل الطبيب عبد الله عوض أثناء عمله في عيادة ببلدة كفر ياسيف مساء الإثنين. تأتي هذه المسيرة في وقت تعيش فيه القرية الواقعة على الساحل بين عكا ونهريا في منطقة الجليل حالة من الحزن والصدمة غير المألوفة.
وقد حمل المشاركون في المسيرة شعارات تدعو إلى محاسبة الجناة وتحقيق العدالة، كما عبروا عن غضبهم من تزايد حوادث العنف والجريمة التي تهدد أمن وسلامة المجتمع العربي. وأكد المتظاهرون في كلماتهم أن هذا الحادث المأساوي يعكس تفشي ظاهرة العنف في المجتمع، مشددين على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة للتصدي لهذه الظاهرة والحد منها.
الجدير بالذكر أن الطبيب عبد الله عوض، الذي كان يعمل في عيادة في كفر ياسيف، قُتل مساء الإثنين في ظروف غامضة، مما أثار موجة من الغضب والاستنكار في المجتمع العربي. وتعهدت العائلة وأبناء البلدة بمواصلة الضغط من أجل تحقيق العدالة وملاحقة القتلة.
المتظاهرون في المزرعة يرددون هتافات غاضبة عقب مقتل الطبيب عبد الله عوض
في إطار المسيرة الاحتجاجية التي نظمتها عائلة وأهالي المزرعة بعد مقتل الطبيب عبد الله عوض، ردد المتظاهرون العديد من الهتافات الغاضبة التي تعبر عن احتجاجهم الشديد على الجريمة وتفاقم العنف في المجتمع العربي. من بين الهتافات التي تم ترديدها: “يا بوليس يا خسيس دم عبد الله مش رخيص”، “لا للصمت ولا للصمت الدم العربي مش عالأرض”، و”نتنياهو يا خسيس الدم العربي مش رخيص”.
هذه الهتافات تعكس غضب المشاركين من تزايد العنف والجريمة في المجتمع العربي، وكذلك من تجاهل السلطات لهذه القضايا. كما طالبوا بمحاكمة الجناة وتقديمهم إلى العدالة، مؤكدين أن الدم العربي ليس رخيصًا، وأن على الدولة أن تتحمل مسؤوليتها في توفير الأمان للمواطنين العرب.
وكانت المسيرة قد انطلقت من بيت عزاء الضحية في وسط بلدة المزرعة، مرورًا بشارع 4 وصولًا إلى مركز الشرطة في نهريا، حيث تم توقيف الطبيب ليران غلعادي، الذي كان قد نظم المسيرة، مما زاد من التوتر والغضب بين المتظاهرين.
المئات يتوافدون لتقديم واجب العزاء لعائلة عبد الله عوض
منذ صباح اليوم الثلاثاء، يتوافد المئات من المعزين إلى منزل عائلة عبد الله عوض في بلدة المزرعة لتقديم واجب العزاء والمواساة للعائلة في مصابها. يقع المنزل بالقرب من بناية المجلس المحلي، حيث تم عقد جلسة طارئة بمشاركة رؤساء سلطات محلية وقيادات من المجتمع العربي.
الجلسة الطارئة التي عُقدت تناولت الأوضاع الأمنية في المجتمع العربي وضرورة اتخاذ خطوات عملية لمكافحة العنف والجريمة المتفشية في البلدات العربية. كما تم التأكيد على أهمية التعاون بين السلطات المحلية والمجتمع المدني لتحقيق العدالة في قضية مقتل الطبيب عبد الله عوض، وتقديم الجناة إلى المحاكمة.
أجواء الحزن كانت سائدة في البلدة، حيث عبّر المعزون عن استيائهم من العنف المستمر في المجتمع العربي، مؤكدين على ضرورة العمل الجاد للحد من هذه الظاهرة المدمرة.
والد الطبيب عبد الله عوض يروي لحظة تلقيه النبأ
في حديثه عن لحظة تلقيه نبأ مقتل ابنه عبد الله، قال والد الطبيب الضحية، قاسم عوض، رئيس المجلس المحلي السابق في المزرعة: “يوم أمس، أثناء متابعتي للأخبار في ساعات المساء، قلت لزوجتي: انظري، اليوم فقط وقع 5 جرائم قتل، لم أكن أعرف أن عبد الله سيكون القتيل السادس!”. وأضاف قاسم عوض: “وصلني اتصال يفيد بأن عبد الله أصيب بجروح طفيفة نتيجة إطلاق نار. لكن بعد دقائق قليلة، تلقيت اتصالاً آخر يقول إن إصابته خطيرة. وعندما وصلت إلى المستشفى، فوجئت بوفاته”.
تجسد هذه الكلمات الألم الكبير الذي يعانيه والد عبد الله، الذي لم يكن يتوقع أن يفقد ابنه في لحظة، خاصة في ظل معاناته من ظاهرة العنف المستشري في المجتمع.
الشرطة تعتقل الطبيب المنظم للمسيرة المنددة بجريمة قتل عبد الله عوض
قامت الشرطة اليوم، الثلاثاء، باعتقال الطبيب الذي نظم المسيرة المنددة بجريمة قتل الطبيب عبد الله عوض من بلدة المزرعة. وكانت المسيرة قد انطلقت من بيت عزاء الضحية، مرورًا بشارع 4 المحاذي للبلدة، وصولًا إلى مركز الشرطة في نهريا، احتجاجًا على مقتل عبد الله عوض، الذي لقي حتفه إثر جريمة قتل أثناء عمله في عيادة ببلدة كفر ياسيف.
الشرطة لم توضح بعد أسباب اعتقال الطبيب المنظم للمسيرة، لكن المسيرة شهدت تفاعلًا واسعًا من قبل أهالي المزرعة والمجتمع العربي عمومًا، الذين عبّروا عن استنكارهم لهذه الجريمة وأكدوا على ضرورة اتخاذ خطوات حاسمة للحد من العنف والجريمة في المجتمع العربي.