هزّت جريمة قتل مروعة مدينة الرملة، مساء الجمعة، بعدما قُتل ثلاثة شبان رمياً بالرصاص في أحد أحياء المدينة. الضحايا هم بلال أبو غانم، بهاء عميرة وصالح عفيفي، الذين فارقوا الحياة متأثرين بجراحهم في موقع الحادث رغم محاولات إنعاشهم.
وفور تلقي البلاغ، هرعت قوات كبيرة من الشرطة وطواقم الإسعاف إلى مكان الجريمة، حيث باشرت الفرق الطبية بعمليات الإنعاش، لكن سرعان ما تم إعلان وفاة الضحايا الثلاثة. بالتوازي، باشرت الشرطة التحقيق في ملابسات الجريمة، وسط حالة من الغضب والقلق بين سكان المدينة.
وفي وقت لاحق، أعلنت الشرطة أنها ألقت القبض على مشتبه في العشرينات من عمره، من سكان مدينة اللد، وذلك في حي بردس سنير. وتم اعتقاله خلال مداهمة لمجمّع عائلي في المدينة باستخدام وسائل تكنولوجية متقدمة وقوات خاصة، حيث يشتبه في ضلوعه المباشر بارتكاب الجريمة. ووفق بيان الشرطة، سيُعرض المشتبه على المحكمة للنظر في تمديد توقيفه وفقًا لسير التحقيق.
وتأتي هذه الجريمة ضمن سلسلة دامية من أعمال العنف التي تعصف بالمجتمع العربي، حيث أفادت جمعية “مبادرات إبراهيم” أن عدد ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي منذ مطلع عام 2025 بلغ 73 ضحية، بينهم 3 سيدات، ومواطن مقيم، و63 منهم قُتلوا بأسلحة نارية. وتشير المعطيات إلى أن 38 من الضحايا كانوا تحت سن الثلاثين، و4 قُتلوا على يد الشرطة. وللمقارنة، فقد بلغ عدد القتلى خلال نفس الفترة من العام الماضي 50 شخصًا.
وفي تعليقها على الجريمة الثلاثية في الرملة، أعربت الجمعية عن استيائها من تعامل الحكومة مع ظاهرة العنف، قائلة: “تواصل حكومة إسرائيل إهمال معالجة ظاهرة الجريمة في المجتمع العربي. انعدام الإرادة والقدرة على محاربة هذه الظاهرة يؤدي إلى سفك دماء لا ينتهي في الشوارع. على الحكومة أن توقف كل شيء وأن تولي اهتمامًا حقيقيًا لمعالجة جذرية للجريمة، فلا يمكن أن يستمر الوضع الحالي”.
في ظل هذا التصاعد الخطير في جرائم القتل، تتعالى الأصوات المطالبة بخطة شاملة وفورية لوقف نزيف الدم، وتحقيق الأمن والعدالة لجميع المواطنين دون استثناء