في خطوة لافتة تعبّر عن الاحتجاج على تزايد جرائم القتل في المجتمع العربي داخل إسرائيل، ظهر عضو الكنيست وليد هلاوشة وهو يحمل قميصًا يحمل الرقم 509، في إشارة إلى عدد الضحايا العرب الذين قُتلوا خلال السنوات الأخيرة.
رسالة احتجاج قوية ضد الحكومة
هلاوشة، الذي ينتمي إلى أحد الأحزاب العربية في الكنيست، استغل هذه الرمزية القوية لتوجيه اتهام مباشر للحكومة الإسرائيلية بتجاهل أزمة العنف والجريمة المستشرية في المجتمع العربي. وأكد في تصريحاته أن هذا الرقم ليس مجرد عدد، بل يمثل 509 أسر مكلومة، و509 ضحايا لقانون الغاب، و509 مثالًا على الفشل الذريع في مواجهة الإجرام.
وأضاف أن الحكومة لم تتخذ أي خطوات جادة للحد من ظاهرة العنف والجريمة، بل تركت المجتمع العربي تحت رحمة العصابات الإجرامية، مشيرًا إلى أن عدم وجود سياسة واضحة لمحاربة هذه الظاهرة يعكس تقاعسًا متعمدًا من قِبَل السلطات.
العنف في المجتمع العربي أزمة مستمرة
تشهد المدن والقرى العربية في إسرائيل تصاعدًا خطيرًا في معدلات الجريمة، حيث أصبحت حوادث إطلاق النار، والقتل، والتصفية الجسدية أمرًا شبه يومي. وبالرغم من المناشدات المستمرة للحكومة والشرطة، فإن الردود لا تزال غير كافية، ولا تحقق أي تغيير ملموس على أرض الواقع.
وأشار هلاوشة إلى أن الشرطة الإسرائيلية تتعامل بيد من حديد مع الجرائم في الوسط اليهودي، لكنها تتهاون عندما يتعلق الأمر بالمجتمع العربي، ما يترك المجرمين أحرارًا لتنفيذ جرائمهم دون خوف من العقاب.
وطالب هلاوشة خلال ظهوره الحامل للقميص بإقامة لجنة تحقيق رسمية، وتعزيز دور الشرطة في محاربة الجريمة، إضافة إلى تخصيص ميزانيات لبناء مشاريع تعزز الأمن وتكافح انتشار السلاح غير القانوني.
وأكد أن استمرار هذا النزيف الدموي دون رادع يعني أن المجتمع العربي بات يعيش في حالة طوارئ دائمة، حيث لم يعد المواطنون يشعرون بالأمان حتى داخل منازلهم.
بين الاحتجاج والفعل
الرقم 509 ليس مجرد عدد، بل هو صرخة ألم ورسالة تحذير بأن المجتمع العربي في إسرائيل بات بحاجة إلى خطة طوارئ وطنية، وليس مجرد وعود سياسية. ما لم يتم اتخاذ خطوات ملموسة، فإن هذا الرقم سيستمر في الارتفاع، وسيبقى العنف سيد الموقف.