قُدمت لائحة اتهام ضد بَيْرام أولاييف (36 عامًا)، من سكان مدينة بات يام، ويعمل في تجارة العملات الرقمية، بتهمة تسهيل عمليات مالية لصراف من غزة يُشتبه بانتمائه لتنظيم حماس. ووفقًا للائحة، قام أولاييف بتنسيق صفقات تحويل مئات آلاف الدولارات إلى عملات رقمية من نوع USDT، عبر مكتب صرافة إسرائيلي في رمات غان يُدعى “لد”ר مساحر 2011”.
المشتبه الغزي، محمود ددح، دخل إسرائيل عبر معبر إيرز في أبريل 2023 وتوجه إلى مكتب الصرافة في شارع كرينيتسي في رمات غان، حيث سلّم 306 آلاف دولار نقدًا مقابل تحويلها إلى عملات رقمية في أحد محافظه الإلكترونية، بعد خصم العمولة.
لكن لم يتم توثيق هذه العملية في السجلات الرسمية للمكتب، ولم يُبلّغ عنها وفق ما ينص عليه القانون. ما يكشف خللًا كبيرًا في منظومة الرقابة والتتبع المالي للأموال التي يُشتبه بتمويلها من قبل منظمات إرهابية.
رغم الاشتباه في أن ددح على صلة بحماس، وبعد اعتقاله والتحقيق معه من قبل وحدة السايبر في “لاهاف 433″، تقرّر الإفراج عنه بعد أسابيع دون تقديم لائحة اتهام. وتمت مصادرة 300 ألف دولار فقط من الأموال التي كانت بحوزته.
محاميه، عَبد أبو عامر، صرّح بأن موكله دخل إسرائيل بإذن أمني رسمي، وكان يُصرّح عن الأموال التي يحملها، مشيرًا إلى أنه رجل أعمال من حي الرمال الراقي في غزة. وأضاف: “كل ما فعله هو شراء عملات رقمية وبيعها لصرافين آخرين في غزة، ولا يوجد أي دليل على أن الأموال وصلت لمنظمات إرهابية”.
وفي المقابل، أعرب محققو “لاهاف 433” عن شكوكهم في مصدر الأموال، مشيرين إلى صلات بين هذه الصفقات وجهات إرهابية. ومع ذلك، تعثّرت التحقيقات بسبب صعوبة تتبع مسار العملات الرقمية، ما حال دون الوصول إلى أدلة ملموسة.
وفي إطار الاتفاق القضائي مع أولاييف، تم تخفيف التهم الموجهة إليه، حيث أقرّ بارتكاب مخالفة بسيطة تتعلق بالمساعدة في غسيل الأموال من الدرجة الدنيا، وعدم الإبلاغ عن العملية. وبموجب الصفقة، فُرض عليه حكم بالسجن مع وقف التنفيذ، وصودرت منه 53 ألف دولار.
تجدر الإشارة إلى أن أولاييف سبق أن اعتُقل قبل ثلاث سنوات في قضية أخرى تتعلق بالاحتيال على كبار السن، لكن الملف أُغلق لاحقًا لعدم كفاية الأدلة.
من جهتها، صرحت النيابة العامة بأن شهادة مبكرة جُمعت من ددح، وستُستخدم لاحقًا إذا تقرر تقديم لوائح اتهام ضد المتورطين الإسرائيليين في القضية. أما التحقيق ضد مكتب الصرافة في رمات غان فما زال في مرحلة جلسات الاستماع قبل اتخاذ القرار النهائي.