بعد ثلاث سنوات من تقديمه للمحاكمة، قضت المحكمة المركزية في اللد اليوم (29 يناير) بالسجن المؤبد على موشيه (موشموش) أيال من نتانيا، بعد إدانته في محاكمة أدلة بجريمة قتل مشددة بحق سيرغي سوغومنوف في يوليو 2021.
تذكير بالحادثة
بعد نحو ستة أشهر من العثور على جثة سوغومنوف في منطقة مفتوحة قرب بلدة بني تسيون وكيبوتس يَكوم في منطقة الشارون، قدمت النيابة العامة في فبراير 2022 لائحة اتهام ضد أيال، نسبت إليه جريمة القتل بظروف مشددة. وجاء في لائحة الاتهام، التي أعدتها وحدة التحقيقات المركزية (يمار) في المنطقة الوسطى، أن المتهم تزود بمسدس وذخيرة متطابقة.
في ليلة 20 يوليو من العام السابق، استقل المتهم مع سوغومنوف، الذي كان يقود السيارة، وتوجها إلى محطة وقود قريبة من كيبوتس يكوم، ومن هناك واصلا إلى طريق جانبي. بعد بضع دقائق، توقفت السيارة في مكان معزول، ونزل الاثنان منها. هناك، بالقرب من تلة ترابية، أخرج المتهم المسدس وأطلق ما لا يقل عن أربع رصاصات باتجاه الجزء العلوي من جسد سوغومنوف، الذي أصيب وقتل على الفور.
ترك المتهم الجثة وهي لا ترتدي سوى ملابس داخلية وقام بتغطيتها بالتراب، ثم استقل السيارة وقادها عائداً إلى نتانيا، رغم أنه لم يكن يحمل رخصة قيادة. بعد ذلك، ركن السيارة في أحد شوارع المدينة واستقل سيارة أجرة إلى شقته.
في 22 يوليو، أبلغ ابن شقيق الضحية عن اختفائه، وفي 24 يوليو، عثرت الشرطة على جثته.
تفاصيل إضافية عن الجريمة والمتهمين
لم تكشف لائحة الاتهام عن الظروف والخلفية التي أدت إلى جريمة القتل، لكن وفقًا لموقع “بوستا”، فإن الضحية، سيرغي سوغومنوف، كان مجرمًا صغيرًا نسبيًا من نتانيا، وكان يقيم قبل مقتله في مدينتي حولون وبات يام.
في عام 2018، أُدين سوغومنوف بسرقة هواتف من مستجمين على شاطئ “متسيتسيم”، وسرقة حقيبة من امرأة كانت تدفع عربة طفل في حولون، وسرقة زبونة داخل متجر مستحضرات تجميل، حيث قام بسرقة عطور أيضًا. كما قُدمت ضده لائحة اتهام في نفس العام بتهمة سرقة أحذية “ريبوك” من متجر “ميجا سبورت” في الميناء. وفي عام 2020، ضُبط بحوزته “نكل بوكس” (قبضة حديدية) أثناء اقتحامه سيارة، وذلك بعد وقت قصير من إطلاق سراحه من تحقيق شرطي في قضية أخرى.
الأدلة ضد المتهم
بعد تحقيق سري في ملابسات الجريمة، تم اعتقال موشيه (موشموش) أيال في نهاية يناير 2022 بشبهة التورط في القتل. الأدلة ضده استندت إلى:
- شهادات تم جمعها من شهود.
- تسجيلات كاميرات المراقبة التي وثقت السيارة في مناطق عدة، من بينها موقع الجريمة.
- بقايا طلقات نارية عُثر عليها داخل السيارة وداخل سيارة الأجرة التي استخدمها المتهم.
- بصمات أصابعه التي وُجدت في سيارة الأجرة والسيارة التي استخدمها.
- صور عُثر عليها في هاتفه تُظهره يحمل مجموعة من الأسلحة.
- أقواله التي أدلى بها أمام مخبرين زُرعوا في زنزانته.
سجله الإجرامي
وفقًا لطلب تمديد اعتقاله حتى نهاية الإجراءات، كان لدى أيال سجل إجرامي يشمل ست إدانات سابقة بجرائم عنف، مخدرات، احتيال، وحيازة أسلحة. كما أنه قبل اعتقاله في قضية القتل، كان محتجزًا على ذمة قضية أخرى اعترف فيها بحيازة سلاح ومخدرات وأدين بها.
تصريحات المتهم وردود فعل المحكمة والعائلة
خلال جلسة النطق بالحكم، قال المتهم موشيه (موشموش) أيال:
“أنا أعرف أن أي شيء أقوله الآن لن يساعدني في شيء. ليس لدي أي شكوك، ومع ذلك، في قرار الحكم، كتبتم أنكم تعتقدون أنني كذبت خلال المحاكمة. حتى لو كنت قد كذبت، لا يمكنكم إثبات أنني فعلت ذلك. أما بخصوص العقوبة، فليس لدي ما أقوله. لقد دمرتم حياتي، لا طريق للعودة، انتهت القصة.”
قرار المحكمة
القضاة حجاي ترسي، عيدو درويان غملئيل، وهداس روزنبرغ شاينرت ذكروا في حكمهم:
“الصورة العامة هي لشخص ينتهج منذ سنوات أسلوب حياة إجرامي وعنيف، حيث أن تجاهله للقوانين لم يقتصر فقط على قضايا استخدام المركبات، بل تصاعدت سلوكياته الإجرامية إلى أقصى درجات الخطورة، عندما أقدم بدم بارد على إزهاق روح الضحية.”
وبناءً على ذلك، حكمت المحكمة على أيال بالسجن المؤبد، كما تم تنفيذ الأحكام المشروطة السابقة ضده بشكل تراكمي. بالإضافة إلى ذلك، فُرضت عليه عقوبات سجن مع وقف التنفيذ، وألزمته المحكمة بدفع تعويض قدره 258 ألف شيكل لعائلة الضحية.
رد فعل زوجة المتهم
في جلسة النطق بالحكم، قالت زوجة أيال:
“يمكنني أن أشهد بأنه أخبرني، في محادثات خاصة، أنه بريء، وأنه نجا بأعجوبة من الأشخاص الذين قتلوا صديقه المقرب سيرغي. لقد عفوا عنه، لكنهم هددوه وعائلته إذا تحدث، لذلك التزم الصمت، وكان محقًا في ذلك.”
وأضافت بغضب:
“الضحية الحقيقية هنا هو زوجي. لقد وقع في فخ مثلما حصل مع سيرغي. ليس لدي أدنى شك بأن هذا الحكم ناتج عن عنصرية بحتة. القضاة حكموا عليه فقط بناءً على افتراض أنهم يعتقدون أنه يكذب، دون أي دليل حقيقي. هذا الحكم الجائر دمرنا ودمر عائلتنا بالكامل. نحن محطمون ومتألمون، لكننا نأمل أن تكشف المحكمة العليا الحقيقة وتعيد العدالة لمسارها.”
تعليق الدفاع
قال محامي الدفاع، أفي كوهين:
“نحن نعلم يقينًا أن موكلي ليس القاتل. كان بالإمكان الوصول إلى الحقيقة ومنع هذا الظلم الرهيب من خلال استكمالات تحقيق بسيطة، لكنها لم تُجرَ. النيابة تهربت من إجراء هذه التحقيقات الإضافية وكأنها تهرب من النار، في سابقة لا مثيل لها.”