الزمان: 19 أكتوبر 2004.
المكان: بلدة لينشوبينغ، جنوب السويد.
يبدو وكأنه صباح هادئ آخر في بلدة صغيرة تعيش في هدوء وسكينة، حتى ينزل شاب يرتدي قبعة صوفية من الحافلة، يقف في منتصف الرصيف داخل حديقة خضراء مزهرة، ثم فجأة يطعن عدنان عباس، طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات كان في طريقه إلى المدرسة.
رأت غونيلا بيرشون، امرأة تبلغ من العمر 56 عامًا كانت متوجهة إلى عملها، الهجوم وحاولت إنقاذ الطفل. في الوقت نفسه، سمعت كارين، التي كانت تقود دراجتها بالقرب من المكان، صرخات الضحية وتوقفت فجأة أمام موقع الجريمة. لاحظت ملامح المهاجم قبل أن يفرّ من المكان، تاركًا وراءه دليلين فقط: سكين طعن مغطاة بالدماء وقبعة صوفية عُثر عليها في سلة مهملات على بعد شارعين من موقع الجريمة، وعليها رقعة جلدية تحمل علامة تجارية باسم “فاشن وير بوينتس”.
هكذا تبدأ أحداث “اختراق”، مسلسل إثارة سويدي بأسلوب الجريمة الحقيقية، الذي سرعان ما قفز إلى قائمة العشرة الأوائل الأكثر مشاهدة على نتفليكس.
يون سوندين، المحقق المسؤول عن القضية، يحاول طمأنة زوجته الحامل في شهرها التاسع، قائلًا: “التحقيقات تحتاج إلى بعض العمل فقط، سيكون لديّ بضعة أيام مزدحمة، لا داعي للقلق”. لكنه لم يكن يعلم أن هذه الجريمة ستطارده لعقد ونصف من الزمن.
التحقيق يواجه طريقًا مسدودًا
مع عدم وجود أي مشتبه به واضح، يبدأ فريق التحقيق بجمع الأدلة والشهادات، لكن الشاهدة الوحيدة، كارين، تعاني من صدمة تجعلها غير قادرة على تذكر ملامح القاتل، إلا بعد جلسة استجواب تحت التنويم المغناطيسي، حيث تساعد في تكوين صورة تقريبية له.
وفي غضون ذلك، تنتشر أخبار الجريمة في جميع أنحاء البلاد، ما يثير الذعر في لينشوبينغ، حيث يخشى الآباء السماح لأطفالهم بالخروج، وتنتشر قوات الشرطة لحراسة المدارس.
الملف النفسي للقاتل:
🔹 يعاني من اضطراب نفسي.
🔹 يتراوح عمره بين 15 و30 عامًا.
🔹 لديه معرفة جيدة بالمنطقة.
🔹 يختار ضحاياه عشوائيًا.
🔹 على الأرجح سيقتل مجددًا.

650 عينة DNA و4,500 بلاغ
تتبع الشرطة البروتوكولات المعتادة، حيث تطلب عينات DNA من الجمهور، وتبحث عن مشتبه بهم بين نزلاء المصحات النفسية والشباب ذوي السوابق الجنائية. لكن رغم الجهود الجبارة، التحقيق لا يحرز أي تقدم، ويصبح البحث عن القاتل كمن يبحث عن إبرة في كومة قش.
تمر خمس سنوات، ولا يزال القاتل طليقًا.
تمر عشر سنوات، والملف لا يزال مفتوحًا، رغم 10,000 استجواب وآلاف عينات الـDNA التي لم تسفر عن أي تطابق.
تمر 16 عامًا، والمحقق سوندين يرفض التخلي عن القضية، رغم الضغوطات لإغلاقها.
نقطة التحول: علم الأنساب الجيني
خلال قيادته للسيارة، يسمع سوندين خبرًا عن اعتقال قاتل متسلسل في كاليفورنيا بعد 44 عامًا، باستخدام تقنية جديدة تعتمد على علم الأنساب الجيني. يرى في ذلك بصيص أمل، فيتواصل مع عالم الأنساب السويدي بير سكوجكفيست، الذي يوضح له كيف يمكن تتبع سلالة القاتل عبر تحليل جيني متطور.
بعد جلسة مع قيادة الشرطة، يتم منح الفريق أسبوعين إضافيين لاختبار التقنية، لكن تظهر مشكلة كبيرة: عينة الـDNA من السكين غير مكتملة، مما يجعل البحث صعبًا. يفكر عالم الأنساب في الانسحاب، لكن سوندين يتوسل إليه للبقاء، قائلًا: “لقد كرست 16 عامًا لهذه القضية، لا يمكنني التراجع الآن”.
الخاتمة الصادمة
لا نريد أن نكشف هوية القاتل، الذي أصبح كالشبح الذي يرعب لينشوبينغ طوال تلك السنوات. لكن عندما تم القبض عليه أخيرًا، اعترف ببرود بأنه قتل عدنان وجونيلا لأنه “كان بحاجة إلى قتل شخصين ليشعر بالهدوء النفسي”.
لماذا عليك مشاهدة “اختراق”؟
هذا المسلسل ليس مجرد قصة جريمة أخرى، بل تحفة من الدراما الإجرامية السويدية، التي تجمع بين الإثارة الباردة للأسلوب الإسكندنافي، والتشويق الحاد لقصص الجريمة الحقيقية. إخراج ليزا سيوفا، التي صنعت سابقًا “الجسر”، يرتقي بالمستوى إلى أبعاد جديدة من الواقعية والعاطفة.
بعبارة أخرى: لا تفوتوا مشاهدة “اختراق”.