اعتُقل زوجان من قرية برطعة، التي يقع جزء منها ضمن حدود إسرائيل وجزء آخر ضمن مناطق الضفة الغربية، بشبهة قتلهما ابنتهما. المعتقلان، في الثلاثينيات من عمرهما (30 و32 عامًا)، اعتقلا على يد شرطة محطة “أريئيل” للاشتباه بتسببهما بوفاة ابنتهما البالغة نحو أربع سنوات.
بدأ تحقيق الشرطة بعد تلقي بلاغ من المركز الطبي في القرية بشأن وصول طفلة إلى المؤسسة الطبية بدون علامات حياة.
ووفقًا لأقوال الأم المشتبه بها، فإن ابنتها كانت تعاني من حساسية ضد الحمص، وقد تناولت حمصًا دون علمها. لاحقًا لاحظت الأم أن ابنتها نائمة على سريرها بدون حراك، فقامت بنقلها إلى المركز الطبي.
وقد أبلغت زوجها بالحادثة، إلا أن الشرطة تدّعي أنها لم تخبره أن الطفلة أكلت حمصًا، ما أثار شكوكًا إضافية. كما رصدت الشرطة وجود تناقضات في أقوال الزوجين خلال التحقيق.
تصاعدت الشبهات لدى الشرطة، خاصة في ظل معرفة الأسرة بحوادث مشابهة في عامي 2016 و2019، عندما أحضرت الأم أيضًا طفلين إلى العيادة بدون علامات حياة. وفي الحالتين السابقتين، وكذلك في الحالة الحالية، كان الأطفال مصابين بالتوحد. وقد أثار ذلك شكوك الشرطة بأن الأم ربما تسببت بوفاتهم نتيجة صعوبة التعامل مع تربيتهم.
خلال جلسة المحكمة، أشار ممثل الشرطة إلى أن وفاة ثلاثة أطفال من نفس العائلة بظروف مشابهة يثير شبهات خطيرة، بينما زعم محامو الزوجين أن العائلة كانت في طور الخضوع لفحوصات وراثية.
تبين أيضًا أنه في الحوادث السابقة، لم تُجرَ عمليات تشريح للجثث. وقد أنكر الدفاع الادعاءات ضد موكليهم مؤكدين أن ما حدث “مأساة لا أكثر”.
في نهاية الجلسة، قرر القاضي تمديد اعتقال الزوجين لمدة خمسة أيام، حتى تاريخ 27 أبريل.
يوم (27/4)، وبعد أن تم الإفراج عن الزوج بشروط مقيّدة بموافقة الشرطة، طلبت الشرطة تمديد اعتقال الأم. وفي مستهل الجلسة الجديدة، أقر ممثل الشرطة أن نتائج التشريح لم تظهر أي علامات على وجود جريمة أو شبهات جنائية. ومع ذلك، أشار إلى وجود اشتباه بأن الأم تعاني من متلازمة مينشهاوزن.
كما ظهر في الجلسة أن الأب أنكر أن تكون الطفلة مصابة بحساسية من الحمص، بعكس ما ادعت الأم، مما زاد الشكوك ضدها. ورغم ذلك، فإن الفحوصات الخارجية التي أجريت على جثمان الطفلة في معهد الطب الشرعي لم تكشف عن علامات جنائية.
محاميا الدفاع عن الأم، المحاميان شادي سروجي وتامي أولمان، أنكرا في الجلسة جميع الشبهات المنسوبة إليها.
وفي ختام الجلسة، قال القاضي دان بومان: “تُثار تساؤلات مقلقة حول ظروف وفاة الطفلة، وهو الحادث الثالث لوفاة أطفال لنفس المشتبه بها”. وأضاف القاضي أن الوثائق المقدمة تدعم هذه التساؤلات، وأنه يوجد شبهات معقولة تبرر تمديد الاعتقال في هذه المرحلة.
وبناءً عليه، تقرر تمديد اعتقال الأم مجددًا حتى 29 أبريل.