شهدت بلدة أبو سنان في الجليل الغربي، ليلة أمس (28 يوليو)، جريمة قتل مروعة راحت ضحيتها شابة في الخامسة والثلاثين من عمرها، تُدعى شريهان ميشلب، وذلك بعد أن اقتحم عدد من المسلحين منزل عائلتها وأطلقوا النار عليها حتى الموت.
ووفقاً لتقرير أولي صادر عن “نجمة داوود الحمراء”، فقد تلقى مركز الطوارئ 101 في الساعة 23:04 بلاغاً عن إصابة امرأة في حادثة عنف داخل البلدة. وعند وصول الطواقم الطبية، عُثر على الضحية مصابة بجروح نافذة وعليها علامات فقدان للحياة، وقد تم إعلان وفاتها في المكان.
المضمد البارز في نجمة داوود الحمراء، علاء مجدوب، صرّح:
“كانت المرأة ملقاة على الأرض فاقدة للوعي، وتعاني من إصابات نافذة في جسدها. أجرينا الفحوصات الطبية اللازمة، لكن للأسف كانت جراحها بالغة ولم يكن بوسعنا سوى إعلان وفاتها.”
في أعقاب الحادث، فتحت شرطة محطة الجليل الغربي تحقيقاً، بعد أن تلقت بلاغاً من الطواقم الطبية يفيد بنقل سيدة ثلاثينية مصابة بأعيرة نارية من بلدة أبو سنان، حيث أُعلن عن وفاتها في مكان الحادث.
ووصلت قوات الشرطة فوراً إلى موقع الجريمة، وبدأت بجمع الأدلة والشهادات، بالإضافة إلى إجراء عمليات تمشيط ونصب حواجز بحثاً عن مشتبهين. وذكرت الشرطة أن خلفية الحادث على ما يبدو جنائية.
في ساعات الصباح، أفادت الشرطة بأنها اعتقلت ثمانية مشتبهين، بعضهم من أقارب القتيلة. ومن المتوقع أن تطلب تمديد اعتقال ثلاثة منهم خلال اليوم، للاشتباه بتورطهم في الجريمة.
خلفية دامية في البلدة:
بلدة أبو سنان كانت قد شهدت خلال العامين الماضيين عدة أحداث عنف دامية، معظم ضحاياها من أبناء الطائفة الدرزية، بعضهم على علاقة بتنظيمات إجرامية، والبعض الآخر لا علاقة له بالأحداث.
في أغسطس 2023، قُتل أربعة شبان محليين بعد أن التقوا في منطقة حرجية داخل البلدة، في حادثة وُصفت كواحدة من أخطر عمليات التصفية التي أشعلت سلسلة من أعمال الانتقام المتبادلة المستمرة حتى اليوم.
وفي فبراير من هذا العام، قُتل أحد أفراد عائلة ميشلب في عملية تصفية ثلاثية داخل كشك لبيع المشروبات بتاريخ 2 فبراير، ويجري حالياً التحقيق في ما إذا كانت هناك صلة بين تلك الجريمة وجريمة القتل الأخيرة التي طالت شريهان.
في أعقاب جريمة القتل الثلاثية في فبراير، اعتُقل سبعة مشتبهين من بلدات جديدة-المكر، كفر ياسيف وطمرة، وجميعهم مرتبطون بتنظيم إجرامي تابع لويسام حريري وفيراس نعيمي.
وبحسب شبهات الشرطة حينها، كانت الجريمة جزءاً من صراع دموي ضد مقربين من تنظيم إجرامي آخر تديره عائلة أبو لطيف، وقد طالت عمليات التصفية ضالعين وغير ضالعين على حد سواء.
رغم جهود مكثفة قامت بها وحدة “لاهاف 433” على مدى قرابة شهر كامل، أُطلق سراح جميع المشتبهين في نهاية المطاف بسبب نقص الأدلة.